وجه الامين العام للامم المتحدة ​انطونيو غوتيريس​ رسالة في مناسبة بدء العد التنازلي لفترة المئة يوم المتبقية قبل حلول اليوم الدولي للسلام في عام 2019، داعياً ​الأمم المتحدة​ في 21 أيلول من كل عام جميع الأمم والشعوب إلى "التخلي عن أسلحتها وإعادة تأكيد التزامها العيش بوئام مع بعضها البعض. واليوم، وفي مناسبة بدء العد التنازلي لفترة المائة يوم التي تفصلنا عن حلول الموعد المقبل لليوم الدولي للسلام، أدعو إلى التفكير، على الصعيد العالمي، في موضوع هذا العام، وهو موضوع مناسب من حيث توقيته، فموضوع "العمل المناخي من أجل السلام" يحمل في طياته رسالة واضحة مفادها أن حال الطوارئ التي يشهدها المناخ العالمي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار. فالمناطق الساحلية والمناطق الداخلية المتدهورة في طورها لأن تصبح غير صالحة للسكن، مما يضطر ملايين الناس إلى التماس الأمان والبحث عن حياة أفضل في أماكن أخرى. وفي ظل تزايد تواتر الظواهر الجوية القصوى والكوارث المرتبطة بها وحدتها، تهدد المنازعات التي تنشب حول الموارد المتناقصة بتأجيج النزاعات المتصلة بالمناخ".

ولفت إلى انه "في الشهر الماضي، زرت منطقة جنوب ​المحيط الهادئ​ وتسنى لي الوقوف على التحديات التي يواجهها أولئك الذين يعيشون على الخطوط الأمامية في مواجهة هذا الخطر الوجودي. بيد أن هذا الخطر لا يهدد مستقبل الجزر النائية فحسب، فما يحدث هناك إنما هو إرهاص بما سيحيق بسائر البشرية في المستقبل. وبالتالي، فقد بات العمل المناخي العاجل ضرورة عالمية وسعيا الى تعبئة ما نحتاج اليه من جهود طموحة، سأعقد مؤتمر قمة للعمل المناخي في 23 أيلول، في مقر الأمم المتحدة في ​نيويورك​. وقد طلبت إلى قادة العالم الإسهام في هذا المؤتمر بخطط ملموسة وواقعية لتعجيل وتيرة الإجراءات الرامية إلى تنفيذ اتفاق ​باريس​، وإحداث تحول جوهري نحو مستقبل أنظف وأكثر أمانا ومراعاة للبيئة. وستدعمهم في هذا المسعى أصوات المتحمسين في صفوف الشباب، ذكورا وإناثا، في جميع أنحاء العالم، الذين يدركون أن مستقبلهم أصبح على المحك".

واشار إلى أن "هذه هي معركتنا الكبرى ونحن الآن في سباق مع الزمن. وفي إمكاننا بل لا بد لنا أن ننتصر. ذلك أن الحلول متوافرة بين أيدينا، لنفرض ​الضرائب​ على ​التلوث​، لا على الناس، ولنكف عن دعم ​الوقود​ الأحفوري، ولنتوقف عن تشييد معامل جديدة للفحم بحلول عام 2020، ولنركز على تعزيز ​الاقتصاد​ الأخضر، بدلا من الاقتصاد غير النظامي. وإنني أعول على دعمكم المستمر ونحن نسعى جاهدين الى بناء عالم يكون في وسعنا أن نعيش فيه كل يوم بوئام مع ​البيئة​ ومع بعضنا البعض".