لفت رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر "أرابنت" الّذي انعقد في واجهة ​بيروت​ البحرية، إلى أنّ "وجودي هنا هو للتأكيد على دعمي لنظام بيئي آخذ في النمو بسرعة في ​لبنان​، وهو نتيجة عمل جاد وخلّاق لمهنيّين تمكّنوا من النجاح على الرغم من التحديات الّتي نمرّ بها".

وركّز على أنّ "من أولويّاتي وأولويّات حكومتي أن نبذل كلّ ما في وسعنا لدعم النظام الإيكولوجي للاقتصاد الرقمي الّذي يشكّل مفتاحًا وحجر الأساس لدعم رؤيتي لدولة الابتكار. وكما قلت سابقًا إنّ دولة رقميّة هي بالتأكيد دولة أكثر ذكاء، وهي بالتأكيد تحمل معها إمكانيّات هائلة للاقتصاد اللبناني وللقطاعات المنتجة ولنوعيّة وحجم اقتصادنا ولخلق فرص جديدة أمام ​الشباب اللبناني​".

وأوضح الحريري أنّه "يشكّل أيضًا مفتاحًا لتسهيل وتسريع عملية النمو للافراد وللدولة ككل"، مبيّنًا أنّه "تمّ تنفيذ سلسلة من التدابير لزيادة النمو تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتعزيز الابتكار في لبنان". ونوّه إلى أنّ "لدينا ميزة تنافسيّة في هذا المجال وهذا ظاهر من خلال سلسلة نجاحات اللبنانيين في الخارج، وهي لا تُعدّ ولا تُحصى. ونحن نريد لهذا النجاح أن يصبح نجاحًا محليًّا أيضًا، وأن يبقى شبابنا في وطنهم ويسهموا في عمليّة البناء ويصدّروا خبراتهم بدلًا منة أن يهاجروا".

وأكّد أنّ "اليوم أمامنا فرصة ذهبيّة للتعاون، وللمضي قدمًا وتطوير اقتصادنا الرقمي، والوصول به إلى المستوى الّذي يستحقّه اللبنانيون"، مشيرًا إلى أنّ "الإبداع غالبًا ما ينبع من الداخل، وهو ميزة تنافسيّة يملكها اللبنانيون بشكل كبير، ولكن هذا الأمر ليس كافيًا إذ يجب أن يترافق مع بيئة مؤاتية، والحكومة عليها أن تلعب دورًا في هذا الإطار".

وذكر أنّ "من هنا، فقد تمّ تشكيل لجنة وزارية مؤخّرًا لمواكبة هذا الموضوع، كما عقدنا ورشة عمل مع "​البنك الدولي​" و"أرابنت" تمّ خلالها وضع خارطة طريق سنعمل على أن يتمّ إقرارها قريبًا، وهي ترتكز على أربعة بنود أساسيّة وهي: البنية التحتية الرقمية، الحكومة الرقمية، النظام الأساسي الرقمي، والمبادر الرقمي".

كما أفاد الحريري بأنّ "لبنان الرقمي لا يقتصر على وزارة واحدة، اذ انّه يتطلّب أن يكون جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين على متن سفينة واحدة يعملون بتناغم فيما بينهم. من هنا تأتي أهميّة قيام هيكل حوكمة واضح لإضفاء الطابع المؤسساتي على جميع أعمالنا، لضمان قبول جميع أصحاب الشأن في القطاعين الخاص والعام".

وفسّر أنّ "الوزراء ​ريا الحسن​ و​مي شدياق​ و​عادل أفيوني​و​محمد شقير​ يشكّلون فريقًا أساسيًّا يتعاون وينسّق فيما بينه، وهم جميعًا يقومون بالخطوات اللازمة للسير بالإجراءات المطلوبة لاطلاق اقتصادنا الرقمي"، لافتًا إلى أنّ "كجزء من خطّتنا لتشجيع الابداع في هذه المجالات، أطلقنا مبادرة صيف الإبداع، وهي منصّة تقنيّة تربط بين المواهب في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والابداع في ريادة الاعمال، وقد شارك فيها اكثر من 4000 شخص موهوب من جميع المناطق اللبنانية".