في اليوم الأول من تجربة كاميرات المراقبة على ​الإمتحانات الرسمية​ لشهادة البروفيه، الكثير من التساؤلات تطرح، بعيداً عن الإتهامات التي وجهت عبر ​مواقع التواصل الإجتماعي​ عن وجود صفقة ما، أو عن تأثير ذلك على نفسية الطلاب الذين يعانون أصلا من ضغط نفسي نتيجة الرهبة، بوجود هذه الكاميرات أو عدمه، فهل هي المشكلة الوحيدة التي يعاني منها النظام التربوي؟.

خلال ساعات النهار، لم تتوقف الأنباء، التي تنتشر بسرعة البرق، عن هذه التجربة، مع العلم أنها قد تكون المرة الأولى التي تثير فيها الإمتحانات الرسمية مثل هذه الضجّة غير المسبوقة، حيث لم تكن الإمتحانات قد انطلقت حتى بدأ الحديث عن توقّف الكاميرات في بعض مراكز الشمال، خصوصاً طرابلس، نتيجة إنقطاع التيار الكهربائي خلال النصف الثاني من إمتحان مادة التاريخ والنصف الأول من إمتحان مادة التربية الوطنية، ما يعني أن وجودها كان كعدمه في هذه المراكز.

وبعيداً عن هذه الحادثة، التي كان من المفترض أن تتنبه لها الوزارة في حال صحّت، حيث أن إنقطاع التيار الكهربائي في ​لبنان​ ليس حدثاً مفاجئاً، وبالتالي كان من المفترض تأمين البديل مسبقاً، على قاعدة إقامة الإمتحانات ضمن الظروف نفسها لكافة المرشحين لها، تم الحديث عن أن بعض المراقبين أبلغوا الطلاب في أحد المراكز في محافظة جبل لبنان أن هناك مشكلة في الكاميرات، بحيث انها لا تنقل الصوت بل الصورة فقط، وبالتالي بإمكانهم تبادل الحديث شريطة عدم الإلتفات يميناً ويساراً باتجاه زملائهم، فما حقيقة كل ذلك؟.

في حديث لـ"النشرة"، تنفي رئيس دائرة الامتحانات الرسمية في ​وزارة التربية​ أمل شعبان كل ما تم التداول به على مواقع التواصل الإجتماعي من شائعات، خصوصاً أن الوزارة كانت قد أمّنت موضوع الكهرباء سابقاً، وبالتالي لم ينقطع البث من أيّ مركز إمتحانات، سواء في طرابلس أو غيرها من المناطق، داعية من لديه أيّة معلومات أخرى أن يبرزها.

بالنسبة إلى موضوع تعطّل الصوت في بعض المراكز، تشير شعبان إلى أن الكاميرات في الأصل تنقل الصورة فقط، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أي عطل على هذا الصعيد، وتؤكد بأن الكاميرات نجحت في تحقيق الهدف الأساسي من وجودها بنسبة 90%، أي تأمين أجواء هادئة في مراكز الإمتحانات، وتضيف: "نحن صُدمنا من الأجواء التي كانت سائدة".

على صعيد متصل، تنفي شعبان أن يكون وجود الكاميرات قد ترك تداعيات سلبية على الطلاب، حيث تشير إلى أن البعض منهم عمد إلى توجيه التحيات عبرها قبل إنطلاق الإمتحانات، وبالتالي لا داعي لكل الضجة المثارة حول هذا الموضوع، لا سيما عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

بالنسبة إلى المخالفات في اليوم الأول من الإمتحانات، تكشف رئيسة دائرة الامتحانات الرسميّة في وزارة التربية عن أنها طالت بعض الأساتذة والطلاب في العديد من المراكز، مثل التواصل الفاضح بين الطلاب أو العثور على هاتف مع احدهم، حيث كان يتم التدخل من قبل غرفة المراقبة المركزيّة سريعاً، وتشير إلى أنه في أحد المراكز أقدم رئيس المركز على إطفاء الكاميرات بعد إنتهاء الإمتحانات، لافتة إلى أنه تمّ التواصل معه لإعادة تشغيلها لأنه من المفترض أن تعمل على مدار الساعة 24/24.

في الختام، تؤكد شعبان أن الإمتحانات كانت عادلة والأجواء مريحة، مشيرة إلى أن الوزارة لم تتلق أي إتصال عن وجود أخطاء في أي إمتحان.