ركّز النائب ​نجيب ميقاتي​ على أنّ "صحيحًا أنّنا أبناء طائفة أنعم عليها الله بحرصها على روحيّة وطنها، ولكن الصحيح أيضًا أنّنا حريصون على كرامة أهلنا وعلى عنفوانهم، ولن نسمح لأحد أن يجرنا إلى حيث لا نريد، لأنّنا مؤمنون بأنّ ​لبنان​ هو لجميع أبنائه من دون تمييز أو تفرقة".

وأكّد في احتفال تخريج الدفعة الأولى من طلاب "جامعة العزم" في طرابلس، أنّ "أيّ تقارب وتلاق بين القيادات السنية هو لتثبيت روح ​الدولة​، وهدفه الأوّل والأخير مصلحة الوطن وحفظ حقوق الجميع والوقوف سدًا منيعًا في وجه محاولات بعض المتهوّرين والمغامرين اللعب بنار الفتنة". وأوضح أنّ "لا وجود لكلمة إحباط في نفوس أهلنا ولكن احذروا غضبهم".

ولفت ميقاتي إلى أنّ "كلّ الحملات الجائرة والافتراءات لن تثنينا عن مناصرة المظلوم، ولا أحد يستطيع أن يزايد علينا في احترام ​القضاء​ أو أن يستدرجنا إلى ردّات الفعل. لتبتّ كلّ الأحكام وليسجن من تثبت إدانته ويُطلق البريء"، مشدّدًا على أنّ "الإبقاء على الناس في السجون من دون محاكمة لسنوات، فأمر لا يقبل به عقل ولا دين ولا قانون".

وبيّن أنّ "ما نقوم به نفعله عن قناعة وعلى رأس السطح ، ومن دون خجل، وكلّ محاولة لتصوير أهلنا بأنّهم إرهابيّون أو خارجون عن القانون، أو كما يقول بعض الطارئين على الحياة السياسيّة بأنّهم "إرهابيّون بربطة عنق" محاولات فاشلة وسترتدّ على أصحابها"، مشيرًا إلى أنّ "تاريخنا وتاريخ أهلنا يدلّ أنّنا لم نكن في يوم من الأيام مغامرين ومقامرين بوحدة البلد، ولم ننجر إلى مستنقعات الاقتتال البغيض، فليتعظ من يحاول اليوم قلب الحقائق وتزوير التاريخ".

كما ذكر أنّ "لبنان يمرّ هذه الأيام بمرحلة حافلة بالتحديات السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة، ويكثر فيها التساجل واللغو في العديد من الملفات، فيفتح ملف ليطوى آخر، وهكذا دواليك من دون الوصول إلى نتيجة، إلّا زيادة اليأس والقلق عند الناس وبعث رسالة سلبيّة إلى المجتمع الدولي حول عدم قدرة المسؤولين اللبنانيين على معالجة اوضاع الوطن". وأفاد بأنّ "إحدى الصحف اللبنانية أطلّت علينا بعنوان عريض هو "العصفورية"، إختزل كلّ ما كان يدور في بالي وبال جميع اللبنانيين".

وسأل ميقاتي: "هل نحن فعلًا نعيش في عصفورية؟ الوقائع تثبت ذلك أو أنّنا اقتربنا من العصفورية الكاملة. لاحظوا معي الإنهيارات في البنية الوطنيّة وعلى المستوى الإجتماعي والطائفي وحتّى ضمن الطوائف، وكيف نبرّر لتجاوز القوانين، ونسوّق للباطل على انه حق وللحق على انّه باطل. لاحظوا معي حجم التناقض في التصاريح من الجهات الحاكمة وحجم الكراهية التّي تستحكم بِنَا بسبب تصاريحهم"، لافتًا إلى أنّ "من ثمّ يأتيك من يقفز فوق الدستور وما حدّده "اتفاق الطائف" من صلاحيّات دستوريّة واضحة ومتوازنة، ويتجاوز الأعراف والأصول كلّها لتحقيق مآرب آنيّة تتسبّب بشروخ وتضيع التوازن في البلد. ويبقى الرهان والأمل عليكم وعلى الأجيال المقبلة لاعادة اللحمة وتصحيح المسار".