اعتبر عضو المكتب السياسي في ​حزب الكتائب​ اللبنانية ​سيرج داغر​ أن ما يحصل في مجلس النواب بموضوع ​الموازنة​ تخطى المسرحيّة وبات أقرب الى المسخرة، متسائلا كيف ان نفس مكونات الحكومة من الممثلين في المجلس النيابي والذين ناقشوا مشروع الموازنة خلال 19 جلسة واتفقوا على كل تفاصيله وعلى خفض العجز 7.5%، هؤلاء أنفسهم عادوا للتدقيق بالارقام التي دقّقوا فيها فقط بهدف المزايدات، لافتا الى انهم حتى الساعة لم ينجحوا بخفض أي من النفقات، وما يفعلونه خفض المداخيل حصرا ما سيضعهم أمام أزمة جديدة.

ورأى داغر في حديث لـ"النشرة" أن ما يجري بموضوع الموازنة يشبه الى حد كبير ما حصل بموضوع التوظيف، اذ أنهم أقرّوا قانونا يمنع التوظيف ومن ثم أقدموا على فعل العكس لأسباب انتخابيّة وبعدها فتحوا تحقيقا بالقضية. وقال: "للاسف نحن نتعاطى مع مجموعة ممثلين ليس للشعب انما على الشعب الذي لا يفعل شيئا الا دفع الأثمان".

ورجّح أن نتجه مرة جديدة لاقرار موازنة من دون قطع حساب، لافتا الى ان أحدا لا يتحدث عن الموضوع وكأنه غير موجود او مطلوب اصلا. واضاف: "هم اقروا موازنة بغياب أي فلسفة للدولة تحدد أهدافها ورؤيتها للنهوض بالاقتصاد، وما فعلوا أشبه بما يفعله الدكنجي عادة الذي يتخذ قرارا بتخفيض مصاريفه بغياب أيّ فكر استراتيجي وكأننا بصدد عمل رقمي حصرا، ليضحكوا من خلاله على المجتمع الدولي ويستحصلوا على مساعدات سيدر".

واعتبر داغر أن أكثر ما يثير السخرية هو انهم يضعون موازنة للعام 2019 في شهر 7 من هذه السنة علمًا انهم كان يفترض بهم ان يقرّوها مطلع العام ليعملوا على اساسها، وتساءل: "كيف سيتمكنون من خفض العجز 7.5% طالما هم سيلتزمون بموازنة لنصف عام حصرا"؟ واضاف: "هناك 40% من مصروف الدولة يذهب للقطاع العام، ما الذي فعلوه للحدّ من الموظّفين في هذا القطاع؟ ماذا فعلوا بموضوع التهرّب الضريبي؟ ماذا عن المعابر غير الشرعيّة التي يقرّون بوجودها، هل هم قادرون على اغلاقها وكلنا يعلم بوجود فريق اساسي يستخدمها لأغراض شتى"؟.

وتطرّق داغر ل​ملف النازحين السوريين​، فرأى أن ما حصل مع وزير العمل في جنيف أشبه برسالة واضحة من النظام السوري يجب على الفرقاء اللبنانيين الذين يرددون ليل نهار ان الدولة السورية متعاونة لاعادة مواطنيها، ان يتلقفوها. وقال: "أكثرية النازحين المتواجدين في لبنان هم على خصومة مع النظام والا لكانوا عادوا، وبالتالي لا امكانيّة لفرض عودتهم الا من خلال الكلام الجدّي مع الطرف الروسي الذي أبدى استعداده للعمل على الملفّ ولديه المونة والقدرة للضغط على النظام، على ان يترافق ذلك مع خطّة جدية للحكومة لمعالجة الملف لم تبصر النور بعد".

وشدد داغر على أن حزب "الكتائب" يؤيّد أي خطوة تساعد على عودة النازحين، مستهجنا اصرار البعض على ربط الموضوع بالتواصل مع النظام في سوريا، متسائلا: "اليس هناك تبادل سفراء بين البلدين؟ اليس لدينا مجلس اعلى لبناني–سوري؟ الا يتواصل مدير عام الأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ باستمرار مع السلطات السوريّة؟ اليس هناك البعض من الوزراء الذين يزورون باستمرار دمشق"؟. وختم بالقول، "يبقى السؤال الاساسي ماذا انتج كل هذا التواصل مع النظام بملف النازحين"؟.