قللت مصادر دبلوماسية عربية من احتمالات الحرب بين ​واشنطن​ و​طهران​، معتبرة عبر "الجمهورية" أن "الهجوم الذي وقع في بحر عُمان، مثير للتساؤلات في توقيته وهدفه، حيث انّه استهدف ​ناقلة نفط​ يابانية، في الوقت الذي كان ​رئيس وزراء اليابان​ يقوم بزيارة إلى طهران، حيث تردّد أنّه يحمل رسالة من من الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ لإقناع ​ايران​ بالتفاوض، بعد الانسحاب الأميركي الأحادي الجانب من الاتفاقية النووية وردّ ايران بإجراءات مقابلة".

ولفتت المصادر الى أنه "من المؤكّد أنّ ثمة جناحاً متشدداً في ​الادارة الاميركية​ يريد الذهاب إلى الحرب، أركانه وزير الخارجية ​مايك بومبيو​ ومستشار الامن القومي ​جون بولتون​، في مقابل جناح آخر يريد التهدئة، حيث يبدو أنّ ترامب، بطبعه البراغماتي، قد انحاز إلى معسكر التهدئة"، مضيفة: "من غير المستبعد أن يكون ​الجناح​ المتشدّد قد اراد من خلال استثمار هذا الهجوم إعادة فرض نفسه، واخذ الرئيس الاميركي الى خياره بالحرب المباشرة على ايران".

وأشارت المصادر الى إنّه "حتى الآن لا توجد دلائل دامغة تحدّد الجهة التي استهدفت الناقلتين، ومن هنا فإنّ باب الاتهامات السياسية مفتوح على الاستثمار والضغط"، مشيرة الى أن "ايران مُتهمة اميركياً بالوقوف خلف الاعتداء على الناقلتين، ففي الوقت نفسه، يمكن إدراج ​اسرائيل​ التي تملك الإمكانات والقدرات على تنفيذ هذا العمل، في خانة الاتهام، كونها المستفيد الاول من اي حرب اميركية على ايران".

ورات المصادر أنه "يجب ان نراقب ما حدث في المنطقة في الاسابيع الاخيرة، وصولاً الى ما سبق الهجوم البحري في بحر عمان، اذ انّه أعقب هجوم الحوثيين على مطار أبها، وبالتالي قد يكون توقيت الهجوم المريب، سواء في تزامنه مع زيارة رئيس الوزراء الياباني أو في كونه تلا الهجوم الحوثي، محاولة لتأكيد التهمة على ​إيران​، معززة هذه المرة بأفلام فيديو لتأكيد مسؤولية إيران"، مشددة على انّه "بالرغم من هدير الحرب في المنطقة، وبالرغم من انّ الجناحين المتشددين في كل من إيران و​الولايات المتحدة​ يرغبان في المواجهة ، فإنّ واشنطن وطهران ستبقيان حريصتين على تجنّب حرب كبيرة"، ومؤكدة أن "هذا لا يعني عدم حدوث مواجهة محدودة وفي مكان مدروس يُكتفى به، الّا انّ الخطورة تكمن في سوء إدارة الأزمة، أو بالأحرى سوء إدارة التصعيد، ما قد يؤدي الى انفلاته، مع ما قد يترتب عليه من خراب وتداعيا".