أكّد السفير الفرنسي في لبنان ​برونو فوشيه​، خلال حفل أقامه لاستقبال على متن حاملة المروحية البرمائية Dixmude التي رست والفرقاطة Guépratte في ​مرفأ بيروت​ لبضعة أيام، أنكم "اتيتم خصيصًا من ​فرنسا​ للتدرب مع ​الجيش اللبناني​ ضمن نسخة 2019 من تمرين الأرز الأزرق"، مشيرًا إلى أن "هذه الشركة الواسعة النطاق تمثل شهرًا من الملاحة البحرية وهي تجسد أكثر من ستة أشهر من التبادلات بين الجيشين اللبناني والفرنسي".

وحضر الحفل وزير الدفاع الوطني ​الياس بو صعب​ ممثلا رئيس الجمهورية ميشال عون، النائب هنري حلو ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير محمد شقير ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري.

ولفت فوشيه إلى أن "الأرز الأزرق هو تعبير جديد رمزي وملموس على حد سواء للرابط الفريد الذي يربط فرنسا ولبنان، رابط الجهد والعمل، الطموح والجرأة والصداقة الطويلة الأمد بين شعبينا"، موضحًا أن "تدريبات "الارز الأزرق" ووصول Dixmude والفرقاطة Guépratte الى لبنان تعد من المعالم الجديدة للتعاون الثنائي الكثيف في مجال الدفاع بين الجيشين الفرنسي واللبناني. ولقد أنفقت فرنسا على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر من نصف مليار يورو لدعم القوات المسلحة اللبنانية، واتخذ هذا الدعم شكل معدات وتدريب وتعزيز التعاون في بعض المجالات المحددة".

وكشف أن " علاقتنا اتخذت بعدًا جديدًا عندما أعلن رئيس الجمهورية الفرنسية ​إيمانويل ماكرون​ في عام 2018، تخصيص اعتماد مالي قدره 400 مليون يورو لصالح القوات المسلحة اللبنانية و​قوات الأمن​ الداخلي خلال ​مؤتمر روما​ الثاني".

وشدد على أن "التزامنا بجانب الجيش اللبناني يأتي في اطار هدفنا لتعزيز ​الدولة اللبنانية​ وضمان الاستقرار و​الإستقلال​ فيها، ولهذا السبب حشدت فرنسا شركاءها الدوليين لدعم ​الاقتصاد اللبناني​ من خلال عملية CEDRE. ولقد أرسلت ​الحكومة اللبنانية​ مؤخرًا إشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي من خلال مشروع موازنة الذي من المتوقع أن يعتمده البرلمان قريبًا. ويجب على الحكومة أن تواصل جهودها في وضع الإصلاحات التي ألتزمت بالقيام بها من أجل إطلاق تنفيذ CEDRE ".

وأضاف أن "بين فرنسا ولبنان روابط خاصة جدًا. فلبنان شريكنا المميز في المنطقة، وسنكون دائما على استعداد لمرافقته في تنفيذ التدابير الشجاعة والضرورية حتى يتمكن من مواجهة التحديات الكثيرة التي يواجهها اليوم. وابتداء من الأسبوع المقبل، ستقوم كتيبة فرنسية لبنانية ولمدة يومين بمناورات برية وجوية معقدة، بدعم لوجستي من الجيش اللبناني"، مبينًا أن "هذه المناورات ستضاف إلى التدريبات المشتركة لقواتنا البحرية، وهدف هذه التدريبات تمكين لبنان من اكتساب قدرة قوية على التحرك في البحر، وتمكينه من ممارسة سيادته البحرية الكاملة. هذا الهدف هو حجر الزاوية في مشروع بناء القدرات الجوية البحرية التي أعلن عنها في مؤتمر روما الثاني وبدعم من فرنسا".

ورأى أن "البرنامج الصعب الموضوع لتمرين "الأرز الأزرق" هو للجمع بين نقاط القوة في جيشينا ودمجها قدر الإمكان. في الواقع لقد تم وضع هذه الخطة لهذه التدريبات من قبل مدرسة القيادة والأركان التابعة للجيش اللبناني، كما أنه تمت كتابة الأوامر المعطاة إلى جنودنا على متن هذا القارب من قبل فريق من المتخصصين الفرنسيين واللبنانيين. وسيكون ضابط لبناني مسؤول عن هؤلاء الرجال البالغ عددهم 500 رجل و150 دبابة وعربة مدرعة وطائرات هيليكوبتر من دولتينا. وسيثبت لنا الجنود اللبنانيون والفرنسيون أن الجرأة والتصميم والثقة في قدراتهم هي بذور لنجاح أي مشروع طموح. أمننا وأمن لبنان وخاصة العمل الحازم ضد آفة ​الإرهاب​ التي أصابت بلدينا بشدة".