ركّز عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ​أنيس نصار​، على أنّ "مشكلة ​النزوح السوري​ تُعتبر مشكلة وجودية، لأنّ ​لبنان​ بوضعه وتكوينه ليس كباقي الدول ولا يحتمّل أن يشكّل النازحون ثلث عدد سكانه"، منوّهًا إلى "وزير الخارجية ​جبران باسيل​ صدق عندما قال إنّه لم يعد باستطاعتنا تحمّل هذا الأمر". ورأى أنّ "البعض يبسّطون الأمور من خلال إرسال وزير المهجرين إلى ​سوريا​ لإجراء المفاوضات، وعندما يطرح هذا الموضوع على جدول أعمال الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظهر لنا مدى تشعّب هذا الملف وضخامته".

وأكّد في حديث إذاعي، أنّ "​ملف النازحين السوريين​ ليس محليًّا بل إقليميًّا وأمميًّا في الشكل والمضمون، وفي حال وُجدت النيات لدى اللاعبين الكبار سيظهر عندئذ الحلّ لهذه المشكلة"، كاشفًا "أنّه اجتمع مع وفد ​الكونغرس الأميركي​ في السفارة الأميركية وأبلغهم ضرورة إعطاء السوريين المساعدات في بلدهم كي يشكّل ذلك حافزًا لهم للعودة".

ولفت نصار إلى أنّ "وزير العمل ​كميل أبو سليمان​ وضع خطة لتنظيم العمالة الوافدة وهي تضع الكلّ أمام مسؤوليّاتهم، إلّا أنّ هذه الخطة تشكّل حلًّا موقتًا للأزمة، ولا بدّ من حلّ دائم يتمثّل بعودة النازحين إلى بلادهم"، مبيّنًا أنّ "القرار الموجود بيدنا حاليًّا هو تنظيم العمالة، وأن نطلب من ​المجتمع الدولي​ المساعدة الماديّة وملاحقة التعديات في موضوع البناء، إلّا أنّ الموضوع الخارج من يدنا فهو بيد ال​سياسة​ الدولية".

وفي موضوع انسحاب الوفد السوري من مؤتمر جنيف أثناء إلقاء ابو سليمان كلمته، أوضح أنّ "أبو سليمان كان ممثّلًا لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وللحكومة اللبنانية وهو نسّق كلمته مع الرئيس عون ولم يكن يمثّل "​حزب القوات اللبنانية​" في المؤتمر، وكان مسالمًا في كلمته وأشار إلى الأمور كما هي ولم يستفز أحدًا". وشدّد على أنّه "إذا كان هناك من إهانة أو تسجيل موقف، فهو في ملعب الرئيس عون، وانّ الرسالة المقصودة من الانسحاب هي أنّ السلطات السورية لا تريد التعاطي في ملف النازحين حتّى انّهم لا يريدون سماع أي شيء حول هذا الموضوع".

كما ذكر أنّ "الوفد السوري كان موجودًا قبيل إلقاء أبو سليمان لكلمته، بدليل الفيديو الّذي يؤكّد هذا الأمر بخلاف ما ادّعاه الوفد السوري".

وحول ملف ​الموازنة​، هنأ نصار الحكومة "الّتي توصّلت إلى إقرار الموازنة والأخذ بالاعتبار الإصلاحات المطلوبة، والجميع يقوم بعمله في هذا الشأن". وركّز على أنّ "القوات اللبنانية لديها هواجس حول ضرورة أن يرتبط ما يتم وضعه على الورق حاليًّا بإصلاحات اقتصاديّة موجودة على الأرض وهي أصبحت معروفة، ويجب على الحكومة أن تبدأ بها حتى تعكس الميزانيّة، خصوصًا تخفيف الهدر في ​قطاع الكهرباء​ والتعديات على الشبكة". وأكّد أنّ "هناك نيّة موجودة عند الجميع في موضوع الإصلاحات لأنّ الوضع لم يعد يحتمل، وانّنا على السكّة المرجوّة".