رأى وزير الصناعة ​وائل أبو فاعور​ أنّ "الإتفاقيات التجارية الموقّعة بين ​لبنان​ وكلّ الدول العربية لا تطبّق بين لبنان وسائر الدول العربية، وهي تمنع دخول المنتجات اللبنانية. بعضها تعمل على التملّص من الإلتزامات وهناك تفاوض بين ​وزارة الصناعة​ و​الإتحاد الأوروبي​ لرفع الإجحاف"، مبيّنًا أنّ "هناك تفاوضًا مع ​بريطانيا​ والمنطقة العربية حول الإتفاقيات التجارية، حيث يجب إعادة النظر في هذه الإتفاقيات وتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل احترامًا لأنفسنا ولصناعتنا، ولا يجوز أن نتّخذ أيّ إجراءات ضدّ الصناعة اللبنانية ولا نعامل بالمثل ولا نريدها بشكل عدائي".

ودعا خلال رعايته حفل استقبال أقامه رئيس وأعضاء مجلس إدارة ​تجمع الصناعيين​ في ​البقاع​، على شرف رئيس وأعضاء مجلس إدارة تجمع الصناعيين في ​الشويفات​، إلى "عقد نقاش وحوار ودّي لحماية الصناعة اللبنانية"، مركّزًا على أنّ "​وزارة الإقتصاد​ ووزارة الصناعة تحديدًا يجب أن تُعطيا صلاحيّات باتخاذ الإجراءات المناسبة. ثقوا بدولتكم وصناعتكم وهناك فجر جديد للبنان ولنكن على قدر التحدّي والمسؤوليّة".

ولفت أبو فاعور إلى أنّ "هناك بعض من النقاش التاريخي الّذي حصل حول استقلال لبنان، والسؤال هو هل يكون لبنان الكبير أو لبنان الصغير. انّ جزءًا من النخبة السياسيّة الّتي كانت تنظر في فكرة لبنان الصغير بأقضيته الأربعة من دون عكار والبقاع، جزء من خلفيّتها الفكريّة السياسيّة كانت تنطلق من انّنا بلد لا نحتاج إلى الإنتاج، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك بعد إنتاج صناعي ولم تكن الثورة الصناعية قد أخذت مداها".

وأوضح أنّ "الإنتاج هو الزراعة. جزء من النقاش الاقتصادي الّذي أراه يسلخ الأقضية الأربعة والبقاع والشمال عن لبنان"، منوّهًا إلى أنّ "العقل التجاري كان يريد أن يكون لبنان دكانة مفتوحة على البحر، لذلك أهميّة ورمزيّة هذا اللقاء اليوم للجمع بين ​بيروت​ والبقاع بما يمثل من ارياف ومناطق بعيدة من إنتاج فعلي، وخيرًا فعلتم باجتماعكم اليوم على فكرة الإنتاج وحماية الإنتاج".

وأعلن "أنّني أعلم أنّ الصناعي يعمل ويده فوق قلبه وبالأخص انّه ليس هناك من ثقة بتوجّه الدولة اللبنانية تجاه الصناعي، وأنا هنا لادعوكم دعوة الواثق، إلى ان تثقوا بأنفسكم وقدراتكم وصناعاتكم، لكن الأهم ثقوا بدولتكم"، مشيرًا إلى أنّ "الدولة المؤمنة بالصناعة والمعادية للصناعة انتهت إلى غير رجعة، وأنتم تسمعون صراخًا أنا لا أردّ عليه، ممّن يتصدّرون شاشات التلفزة ونشرات الأخبار بأنّنا نريد إرجاع البلد مئة عام إلى الوراء وانّنا نريد إرجاع لبنان إلى ​جمال عبد الناصر​".

كما توجّه أبو فاعور إلى التجار من دون أن يسميّهم، قائلًا: "مثالكم الأعلى الّذي تعبدون بالرأسمالية، الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، يعمل لحماية صناعته، بفرض رسوم حمائية". وشدّد على أنّ "في لبنان هناك مسار جديد انطلق لحماية الصناعة. الحماية من الإغراق أصبحت ضرورة وتمّ اتخاذ قرار بحماية عشرين منتجًا وقطاعًا منها حماية قطاع الأحذية، وفوجئت بحجم هذه الصناعة وجودتها، وكذلك صناعة المفروشات وجودتها".

وذكر أنّه "كان هناك نخبة اقتصاديّة تهمس لترك لبنان قطاع الصناعة والانحياز لقطاع الخدمات، لكنّي منحاز للصناعة منطلقًا من تطبيق هذه النظرية كلقاء ديمقراطي"، متسائلًا: "لماذا لا نخوض المواجهة لدعم الصناعة ورعايتها؟". وأعلن أنّ "وزارة الصناعة تعمل على آليّة بالتعاون مع ​وزارة المالية​ و​الجمارك​ لإعفاء المعّدات الصناعية من الرسوم، وهناك حوار مع "​مصرف لبنان​" لتقديم تحفيزات للصناعة، وهناك إجحاف كبير للاتفاقيات التجارية الموقّعة بين لبنان والدول، ومنها اتفاقية تيسير الدول العربية".