أكّد وزير الاقتصاد ​منصور بطيش​، خلال تكريمه في دارته في ​شتورا​، أنّ "​وزارة الإقتصاد والتجارة​، تتعاون مع وزارة الدولة للتجارة الخارجية الّتي يرأسها الوزير ​حسن مراد​، كما مع الوزارات المعنيّة، من أجل إيجاد الحلول لبعض التحديات المناطقية، لا سيما المتعلّقة منها بتصدير إنتاجكم الصناعي والزراعي، عوض تصدير أبنائكم إلى بيروت أو ضواحيها، كمحطة أولى باتجاه بلاد الله الواسعة".

ورأى أنّ "ال​لبنان​يين قادرين على أن يجعلوا لبنان بلدًا منتجًا وشعبًا منتجًا خلّاقًا، وهذه مسؤوليّة مشتركة علينا أن نتحمّلها جميعًا. فعلى صناعتنا أن تكون صديقة للبيئة، وعلى زراعتنا اعتماد الأساليب والتقنيات الحديثة، وعلى خدماتنا التزام أعلى المعايير عالميًّا"، مركّزًا على أنّه "لا يستقيم اقتصاد من دون شراكة كاملة للنساء في العمل والإنتاج. وهذه كلّها تحتاج إلى تضافر الجهود، كي نعيد إلى لبنان ريادته في هذا الشرق".

ونوّه بطيش إلى أنّ "لا خلاص فرديًّا لأيّ حزب أو طائفة أو جماعة. فأزمتنا وطنيّة وحلّها وطني والإنجازات ممكنة وعلى مرمى أيدينا، إن تضامنّا وصفت النيات".

أمّا عن ​الموازنة​، فلفت إلى "أنّنا قد حاولنا في الموازنة الّتي أقرّها مجلس الوزراء، التوافق على إقرار مجموعة خطوات إصلاحيّة تمهّد لتكون موازنة 2020، منطلقًا عمليًّا لتوسيع قاعدة الاقتصاد وحجمه تدريجيًّا في خلال السنوات المقبلة، ممّا يخلق فرص عمل ويعيد الروح إلى الطبقة المتوسطة الّتي تشكّل عصب البلد ومرتكز اقتصاده". وبيّن أنّ "هذا الاقتصاد المنهك، أُضيف إلى أعبائه كلفة ​النزوح السوري​ إلى لبنان، الّتي بلغت وفق "​البنك الدولي​" 18 مليار دولار أميركي حتّى آخر العام 2015، وهي لا تزال تتراكم حتّى زادت اليوم عن 25 مليار دولار أميركي، بحسب تقديرات الخبراء".

وشدّد على أنّ "المشكلة الكبرى أنّهم فقراء يستضيفون فقراء، ومأزومون يستضيفون مأزومين، ممّا يوسّع الفجوات الّتي تتطلّب كلامًا عاقلًا ومنطقيًّا ومسؤولًا لردمها. فبحسب تقييم تداعيات ​الأزمة السورية​ على ​الوضع الاقتصادي​ والاجتماعي في لبنان، الصادر عن "البنك الدولي"، أدّت أزمة النزوح إلى دفع أكثر من 200 ألف لبناني، إلى ما دون خط الفقر، إضافة إلى مليون فقير لبناني كانوا يعانون قبل الأزمة، وعلاوة عن هجرة الكثير من شبابنا طلبا للعمل في الخارج".

وذكر بطيش "أنّنا كلبنانيين، كنّا شركاء في صياغة شرعة حقوق الإنسان، حريصون على احترام وتأمين حياة كريمة لكلّ إنسان، والأقربون أولى بالمعروف. لكن في الوقت نفسه، كلّ الشرائع والأديان في العالم ترفض منفعة نفس على حساب أذية أخرى. وشبابنا اليوم مهددون بمستقبلهم وبإيجاد فرص عمل تؤمن لهم الاستقرار وتبقيهم في بلدهم".

من جهته، ركّز مراد على أنّ "تكريم بطيش بين أهله، هو تكريم لأصحاب المؤسسات الّتي لها الفضل الكبير في صمود البقاع اقتصاديًّا، في ظلّ غياب الدولة عنه"، مؤكّدًا أنّ "الاقتصاد في البقاع سلك مسلكًا ذاتيًّا مستقلًّا، بوجود هذه المؤسسات وأصحابها الذّين لهم فضل على البقاع في صموده بوجه الانتكاسات والأزمات وإبقائه على الخارطة، في ظّل تقصير واضح للدولة".

بعدها، اطّلع بطيش على واقع القطاعات كافةّ، من خلال مداخلات لناشطين ونقابيين، عرضوا فيها مشاكلهم في تصريف الإنتاج والتهريب وأزمة ​القمح​.

وعلّق على موضوع القمح قائلًا: "القمح في لبنان يستعمل للبرغل، وهذا يفرض علينا تطوير زراعة القمح، وإلّا لماذ نزرع القمح ونستورده من الخارج. علينا أن ننتجه من أرضنا، علينا أن نتحمل مسؤوليتنا مزارعين ودولة"، لافتاً إلى أنّ "في موازنة 2019 اقتراح للاستمرارية بدعم القمح، لذا يجب أن نتحمّل المسؤوليّة لأنّ الدولة لم يعد باستطاعتها أن تستمرّ بدعم القمح، لأنّنا نريد أن ندعم ​رغيف الخبز​".

وفي "قضية التهريب"، أعلن أنّ "ضبط التهريب قرار حاسم اتّخذناه، لأنّ هناك 136 معبرًا غير شرعي من الشمال إلى البقاع".