لم يكن الإهتمام الذي أبداه ملحم (وليم) ​جبران طوق​ بزيارة وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ إلى بشرّي هو الخطوة الأولى التي يُقدم عليها طوق في شأن تكريس تحالفه الجديد مع رئيس التيار "الوطني الحر". سبق وعبّر وريث البيت السياسي المُنافس لحزب "القوات" عن رغبته في تعزيز حلف سياسي "لن يكون على حساب صداقته مع رئيس تيار "المردة" ​سليمان فرنجية​". لكن تقارب باسيل وطوق باعد بين الأخير وبنشعي فعلاً".

وفي الوقت الذي كان وليم طوق يحضّر خطابه للإشادة بوزير الخارجية كانت شقيقته ميريام طوق سكاف تقيم حفل غداء تكريمي في زحلة لفرنجية. هل يعني ذلك ان تبايناً قائماً بين البيت الطوقي الواحد؟ لم تظهر إلى العلن بوادر خلاف لا عائلي ولا سياسي بين وليم وميريام. فهل هو توزيع أدوار بين الإثنين؟ ربما إقتضت مصلحة كل منهما او احدهما بتلك التحالفات. علماً أن رئيسة "الكتلة الشعبية" لا تستفيد من تحالفها مع رئيس تيار "المردة" في قضاء زحلة، بل هي بحاجة الى حلف مع التيار "الوطني الحر" في البقاع، بعدما ثبّتت نتائج الإنتخابات الماضية أنها كانت وحدها، ولم تحصل على أصوات كافية تخوّلها الوصول الى ساحة النجمة. ويقول مطّلعون في زحلة أن "الكتلة الشعبية" لم تستطع المحافظة على الإرث السياسي لزعامة آل سكاف التاريخية، لأسباب عدة أبرزها الخلاف بين سكاف وجميع الاحزاب المسيحيّة، فتنافست مع "الوطني الحر" و"القوات"، بينما ابقت علاقتها مع "الكتائب" محدودة ومحصورة برئيس الحزب النائب ​سامي الجميل​ بسبب وجود النائب السابق إيلي ماروني في أولويات الحسابات الكتائبية الزحلية، وعدم تخلّي الجميل عن ماروني كرمى لعيون سكاف.

بالطبع لا يبدو أن الحلف بين وليم طوق والتيار البرتقالي سيمتّد ليصل الى زحلة ويضم ميريام إليه، الاّ وفق شروط باسيل التي لا تتناسب حالياً مع سكاف.

فهل كانت رئيسة "الكتلة الشعبية" من خلال الإحتفاء بفرنجيّة، تردّ على خطوة شقيقها الذي كرّس إلتصاقه بباسيل؟.

يقول المطّلعون انفسهم الاّ مشكلة في توزيع الأدوار بين وليم وميريام، بل إن مشكلة الشقيقين هي حصراً مع إبنة عمهم ستريدا طوق جعجع التي تمددت في السنوات الماضية منذ عام 2005، وطوّقت سياسياً عمّها جبران، ومنعت نجاح أيّ مرشح "طوقي" آخر في بشرّي، وساهمت في حرمان إبنة عمّها ميريام من الإنتقال من زحلة الى ساحة النجمة. لذلك، يعتقد المطّلعون انفسهم ان تكريم فرنجيّة في زحلة هو ردّ فعل من قبل سكاف على تكريم الزحليين لرئيس حزب "القوات" سمير جعجع الذي كان زار عروس البقاع منذ ثلاثة أسابيع.

يجد وليم مصلحته شمالا الى جانب العهد الحالي في مواجهة إبنة عمّه ستريدا، وقد حاولت قبله شقيقته ميريام التقرّب من العهد، لكنها أخفقت في الدخول لائحة "العهد"، رغم اعتمادها على تيار "المستقبل" آنذاك، حيث كانت تنسّق قبل الإنتخابات مع مدير مكتب رئيس التيار "الازرق" حينها نادر الحريري ومع النائب ​نهاد المشنوق​، لكن التيار "الازرق" إختار التحالف مع التيار "البرتقالي" على حساب رئيسة "الكتلة الشعبية" التي خسرت الرهان سياسياً وإنتخابياً. وبما أن لا حلفاء ثابتين لسكاف الآن، ولديها خلافات مع كل الأحزاب السياسية النافذة في البقاع، فقد عمدت الى التقرّب من فرنجية، للإستفادة من خدمات وزارة الاشغال العامة والنقل، ولعل رئيس "المردة" يصل الى بعبدا لاحقاً.

وفي الحالتين تبدو ابنة عم الشقيقين ​ستريدا جعجع​ هي الحافز الأساسي لإستكمال وليم وميريام خوض غمار السياسة، ووراثة الاول والده، والثانية زوجها.

فهل تتقدّم ستريدا يوماً ما لترؤس حزب "القوات"، أم تكتفي بتزعّم كتلة الحزب النيابية؟.

يبدو ان آل طوق توزّعوا في جبهات سياسيّة على الساحة المسيحيّة: ستريدا في "القوات"، ووليم حليف "الوطني الحر" وميريام حليفة "المردة"، في سباق مفتوح.