اشارت صحيفة "التايمز" في مقال افتتاحي الى أن "​إيران​ تقرع طبول الحرب من أجل الحصول على تنازلات من الدول الغربية"، ولفتت الى إن ​الولايات المتحدة​ حذرت إيران من "الابتزاز النووي"، مؤكدة أنها لن تقبل بحصول ​طهران​ على القنبلة، ولكن الملاحظ أن التحركات الحربية تأتي من الجانب الإيراني أكثر مما تأتي من الجانب الأميركي.

واوضحت الصحيفة البريطانية أن إيران تعلمت من الأسلوب الذي استعمله زعيم ​كوريا الشمالية​ ​كيم جونغ أون​ لإثارة الرأي العام الأميركي بالتجارب الصاروخية، ليفوز في النهاية بقمتين مع الرئيس ​ترامب​، رفع بهما مكانته الدولية.

ورأت "التايمز" أن طهران فهمت الدرس وهو أنه على الرغم من كلام ترامب وتهديداته فإنه ليس مستعدا لخوض الحرب، وبالتالي يمكن خداعه في المستقبل. واوضحت أن إيران، التي تتعرض لضغط العقوبات الاقتصادية، اقتنعت أنها تملك قدرة التأثير على الغرب بطريقتين: الأولى هي الدفع نحو عتبة الحرب من خلال عرقلة التجارة الدولية في ​مضيق هرمز​ إما بعمليات ينفذها ​الحرس الثوري​ أو عملاء إيران الكثيرون. أما طريقة التأثير الثانية فقد أصبحت واضحة عندما أعلنت طهران أمس أنها ستتجاوز الحد المسموح به في تخصيب اليورانيوم وفق ​الاتفاق النووي​ المبرم مع القوى العظمى عام 2015 بعد 10 أيام. فقد نبه الرئيس ​حسن روحاني​ الشركاء الأوروبيين إلى مهلة إنقاذ الاتفاق.

ورأت أن إيران تبقى على الرغم من ذلك بعيدة عن امتلاك القنبلة النووية، وما هذه الخطوة إلا مؤشر على حالة اليأس التي وصل إليها ​النظام الإيراني​. واعتبرت أنه من الواضح أيضا جميع الأطراف لا تريد الحرب، ولكن اعتقاد طهران أن تهديدها للملاحة الدولية، وتسريع عملية تخصيب اليورانيوم سيجعلانها في مركز قوة إنما هو ضرب من الجنون.

وذكرت "التايمز" إن المرشد الأعلى ​علي خامنئي​ هو الذي أصدر الأوامر في خطاب يوم 29 أيار جاء فيه أن السبيل الوحيد للانتصار على سياسة ترامب وضغوطه هو استعمال "وسائلنا بما فيها الوسائل العسكرية"، ولفتت الى أن خامنئي يقامر بالاعتقاد أن الولايات المتحدة ستتخاذل. ولذلك عليه أن يتذكر ما حدث عام 1988 عندما اصطدمت فرقاطة أميركية بلغم بحري إيراني في الخليج. بعدها بأربعة أيام دمرت ​البحرية الأميركية​ أغلب الأسطول الإيراني في ساعات معدودة. وإيران اليوم في خطر، حسب الصحيفة، إن هي نسيت هذا الدرس. فهي مخطئة إذا حاولت زرع التفرقة بين الدول الأورويية الموقعة على الاتفاق النووي والولايات المتحدة.