أكّدت أوساط سياسية لصحيفة "الراي" الكويتية أن "هناك مفارقاتٍ طبعتْ العودة الى سكة ​التسوية الرئاسية​ إثر لقاء وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ برئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​ في ​بيت الوسط​"، موضحة أن "الحريري حرص في الشكل على إضفاء طابع مزدوج على لقائه مع باسيل، الأول أعطاه شكل اجتماع بين "رئيس وزراء ووزير" وهو ما عَكَسَه الشق الافتتاحي الذي عُقد في ​السرايا الحكومية​، فيما جاء الثاني الذي استُكمل الى غداءٍ في دارة الحريري بمثابة تعبيرٍ عن طيّ صفحة التأزم بين الجانبين".

ولفتت الأوساط الى أن "الحريري أعلن في البيان الذي صدر بعد لقاء باسيل أن الاجتماع كان مناسبة لحوار صريح ومسؤول تناول مختلف أوجه العلاقة وعناوين التباين في وجهات النظر. وكانت فرصة لتأكيد تقديم المصلحة الوطنية على ما عداها، قبل أن يوضح أن الاجتماع خلص الى ان التفاهم الذي حصل قبل نحو ثلاثة أعوام قائم وسيستمرّ قوياً وفاعلاً بعد جلسة المصارحة، في إطار التعاون مع المكونات الحكومية كافة لتوفير عوامل الاستقرار المطلوب، وتحقيق أعلى درجات التجانس في العمل الوزاري"، معتبرة أن "إشارة الحريري إلى التعاون مع المكوّنات الحكومية الأخرى هو مؤشر إلى عدم رغبة رئيس الحكومة في الإيحاء بوجود أي ثنائية على حساب علاقاته مع أطراف أخرى في الحكومة"، كما رأت في الوقت نفسه أن "من المبكر جداً الكلام عن انطلاقة جديدة للحكومة في ظل الارتيابِ الدائم لأفرقاء عدة من تفاهماتٍ بين فريقيْ عون والحريري يمكن أن تأتي على حسابهم، وفي ضوء "استنفار" أكثر من طرف على خلفية عنوانٍ يمكن أن يشكّل "فتيل" اشتباكٍ حقيقياً وهو ملف ​التعيينات​ الذي يسود على تخومه صراعٌ بين "التيار الحر" وحزب "القوات اللبنانية" وقوى مسيحية أخرى ترفض اختزال الوزير باسيل حصة المسيحيين من التعيينات".