اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ​سيرغي ريابكوف​ أن "الإجراءات التي تتخذها ​إيران​ بخصوص ​الاتفاق النووي​ تحمل طابعًا اضطراريًا وهي قابلة للمراجعة"، داعيًا "​الولايات المتحدة​ إلى العودة فورا للالتزام بهذه الصفقة".

ولفت ريابكوف إلى "أننا انتبهنا لتصريحات بعض المسؤولين الأميركيين، الذين زعموا أن إيران تتحدى، عبر إجراءاتها الخاصة بتعليق الالتزام بتعهدات طوعية في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاقات الشاملة حول البرنامج ​النووي الإيراني​ ومبادئ القانون الدولي وحتى تقوم بما وصف بالابتزاز النووي".

وأضاف أن "من المسعد بالطبع أن ​واشنطن​ تذكرت وجود القانون الدولي، وما يجب فعله الآن هو تحديد الجهة، التي تنتهكه في الحقيقة. ومن الواضح بالنسبة لنا أن الزملاء الأميركيين هم من وجه ضربة مدمرة إلى أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية العالمية، عندما أعلنت الولايات المتحدة في أيار 2018 تخليها عن كل التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، وخرقت بذلك قرار ​مجلس الأمن​ التابع للأمم المتحدة رقم 2231 وعبثت بالمادة الـ25 في الميثاق الأممي، الذي يقضي بتطبيق كل الدول قرارات مجلس الأمن. ووضعت الولايات المتحدة نفسها، من خلال ذلك، خارج ​المجتمع الدولي​ وتجاهلت عمليًا القانون الدولي، الذي قرروا الآن حمايته فجأة".

وشدد ريابكوف على أن "الولايات المتحدة وبالتوافق مع القانون الدولي، عليها أن تعود فورًا إلى تطبيق كل التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن رقم 2231، ورفع كل ال​عقوبات​ التي أعادت تطبيقها ضد إيران منذ أيار2018، ووقف خلق العراقيل أمام التنفيذ الممنهج للاتفاقات من قبل الدول الأخرى".

وأشار إلى أن "تهديدات الولايات المتحدة باستخدام عقوبات بسبب تطبيق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تقع وبكل وضوح خارج المنطق السليم"، مضيفًا: "نوصي الزملاء الأميركيين بإصرار أن يقدروا ما هي ​الدولة​، التي يمكن وصف تصرفاتها في هذا السياق بالابتزاز".

ورأى ريابكوف أن "الخطوات التي تقوم بها إيران، إن ​روسيا​ تدرك تمام الإدراك أن إجراءات تحمل طابعًا اضطراريًا ودقيقًا والأهم أنها قابلة للمراجعة. نفهم خيبة أمل الجانب الإيراني ونشاركه من حيث الجوانب الكثيرة، من غياب أي رد مناسب على طلباته الملحة لأخذ مباعث قلق ​طهران​ بعين الاعتبار من تعثر تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة فيما يخص الجانب العملي للاتفاق النووي، لاسيما أن إيران تلتزم بجميع تعهداتها، وحتى اليوم هي لا تزال ملتزمة فنيا بالأطر التي تحددها الخطة".

واعتبر ريابكوف أن "روسيا تشدد دائمًا على ضرورة التعامل بمسؤولية مع تطبيق الالتزامات في إطار الصفقة النووية من قبل جميع الملزمين بها بموجب الاتفاق".

ودعا مع ذلك إيران وكل الجهات المعنية الأخرى إلى الامتناع عن أي خطوات قد تزيد من صعوبة الوضع".