أكّدت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركية سابقا لشؤون الخطط والقدرات الإستراتيجية مارا كارلين، ان العلاقة بين ​الولايات المتحدة​ و​لبنان​، تتلخص بان ​واشنطن​ تعتبر كل المسائل مرتبطة بلبنان، من الدينامية السنية الشيعية، الى الديموقراطية ومسار السلام، الأرهاب والأمن. مشيرة الى ان العلاقة الأمنية بين الدولتين، تعكس ديناميات هذه المشاكل المرتبطة ببعضها البعض، وهذه العلاقة كانت وما تزال متقاربة وغامضة في الوقت عينه."

ولفتت كارلين خلال حلقة حوار بعنوان "لبنان و​الولايات المتحدة الأميركية​ مسار معقد، ماضيا وحاضرا ومستقبلا"، في سراي ​بكفيا​، بدعوة من بيت المستقبل، شارك فيها الرئيس السابق أمين الجميل، الى ان "بعد العام 2005 انفقت الولايات المتحدة الملايين لدعم المؤسسات ومن بينها الجيش اللبناني الذي لم يكن مسلحا بالشكل الكافي ولم يكن منتشرا على كل الأراضي اللبنانية ولكن سمح القرار 1701 بانتشاره على كل الأراضي اللبنانية وشكلت معركة نهر البارد لحظة اساسية وفرصة للولايات المتحدة لتقديم مساعدات اضافية ولكن لم يعترف احد بهذه المساعدة بل تم الاستهزاء بها في حين أن الدعم والمساعدات للجيش بلغت نحو ملياري دولار وهناك نقاش يجري في الداخل الإميركي حاليا حول فكرة وضع حد لهذه المساعدات من زاوية المخاوف من أن تصل أسلحة الجيش اللبناني إلى "حزب الله".

وأكدت كارلين "أن واشنطن تنظر إلى "حزب الله" من زاوية اهتمامها ب​إيران​ وسوريا ولا تراه من عدسة ال​سياسة​ الداخلية اللبنانية، ولذلك من الممكن أن يكون مشاركا في الحكومة وعلى لائحة الإرهاب الأميركية". وتطرقت الى موضوع اللاجئين ولتأثيرهم على الدول المضيفة، ورأت انه "من الصعب عودتهم بشكل طوعي وآمن في ظل الظروف الراهنة، وهم سيبقون في لبنان وفي الدول المضيفة في السنوات المقبلة وسيشكل ذلك بطبيعة الحال ثقلا اقتصاديا واجتماعيا وامنيا كبيرا على لبنان".

وكشفت كارلين أن ​الشرق الاوسط​ ومحاربة الإرهاب لم يعودا يتمتعان بالأولوية بالنسبة الى استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بل الأولوية الآن هي لمواجهة ​الصين​ و​روسيا​ لتأمين ​اوروبا​ وآسيا. ورأت "انه يتوجب على ​الادارة الاميركية​ أن تعيد ترتيب اولوياتها من اجل وجود اوروبا وآسيا في منطقة آمنة تحت المظلة الأميركية"، لافتة الى "شعور متنام بأن النظام العالمي الذي ابصر النور بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتزعزع". مشيرة الى ان "لا نشعر بالمفاجأة بسب توتر العلاقة بين ​اميركا​ و​ايران​، فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي وبعد فرضها عقوبات على ايران كان من الطبيعي ان تقوم طهران بردات فعل، ولكن اذا كانت ايران مسؤولة عن الهجمات التي حصلت في الخليج العربي فمن هي الجهة التي نفذتها؟ الجيش، الحرس ام الميليشيات الموالية لها؟ هذه الامور مهمة لاميركا لأنها قد تساهم في تحديد ردة فعلها".

وتساءلت كارلين، ان "هل ستنجر الولايات المتحدة المهتمة بروسيا والصين الى ازمة مع ايران وكيف سيكون شكلها؟ وقالت: "لقد شاركت اميركا في حرب افغانستان عام 2001 ولا نزال حتى الان غير قادرين على وضع حد لتداعياتها، فما بالكم بتداعيات حرب مستقبلية بين ايران واميركا. "ورأت ان "أي ازمة بين الطرفين ستعتبر معركة وجودية بالنسبة لإيران ولا ندري ماذا ستكون تداعياتهاعلى لبنان ودول المنطقة".

ولفتت كارلين الى ان "شهدنا العام الماضي حديثا عن حرب محتملة بيننا وبين ​كوريا الشمالية​ ومن ثم زال الخطر وانتقلنا الى المفاوضات ربما يجري الشيء نفسه اليوم مع ايران، الرئيس ​دونالد ترامب​ مستعد لذلك ولكن لا يوجد اي جهة تدعم هكذا توجه لا في الداخل الاميركي ولا بين حلفاء واشنطن في الخليج".