أكد رئيس لجنة المال و​الموازنة​ النائب ​ابراهيم كنعان​ في مؤتمر صحفي بعد جلسة اللجنة "أننا نتفهم ان الموازنة هي الحدث، وان هناك آراء مختلفة لدى الجهات السياسية في مقاربتها، ولكن لا نفهم التشويش الحاصل في بعض ​وسائل الاعلام​ على الزيارة المشكورة لرئيس ​الحكومة​ للجنة المال والدعم الذي عبّر عنه للعمل البرلماني وتمنيه ان لا يتخطى ​العجز​ الرقم الذي حددته الحكومة. وقد شكرناه على الزيارة التي تؤكد ان الرقابة هي اساس الاصلاح"، مشيرا الى أن "هناك امكانية للوفر، وكانت هناك امكانية للحكومة لتحقيقه من الانفاق لا ب​الضرائب​ والرسوم. وسنسعى لتحقيق وفر بعملنا الرقابي وقد كانت جلستنا اليوم اساية في الرقابة على اجهزة الرقابة التي نريد تعزيزها ودعمها".

وقال كنعان "انقل الاستهجان الذي عبّر عنه الزملاء النواب والمفاجأة في بداية جلسة اليوم من المعلومات الخاطئة التي وردت في بعض المقالات المنشورة في وسيلة اعلامية نحترمها، وانا اقدرها على الصعيد الشخصي.ولكن لا يمكن القول ان الموازنة ضربت من بيت ابيها، لأننا نحافظ على هذا البيت بعملنا التدقيقي والرقابي الذي يتعاون عليه النواب من مختلف الكتل".

واعطى كنعان امثلة عن المعلومات الخاطئة المتداولة، مبينا أن "ما جرى تداوله عن الغاء لجنة المال لرسوم المطار غير صحيح، فهذه الرسوم قد اقرت. كما خفضنا تقسيط اعفاء الميدل ايست الى 5 سنوات بدلاً من مهلة العشر سنوات التي كانت واردة في مشروع الحكومة. ورفعنا ايضاً رسم الترخيص للمقالع والكسارات من 5 الى 50 مليون. ونستغرب اعتبار تعليق مادة ال2% على بضائع الاستيراد الغاء لها، لاسيما اننا رفضنا هذا الالغاء، وجرى تكليف وزيري المالية و​الاقتصاد​ مع مجموعة من النواب تقديم صيغة جديدة للمادة ننتظر وصولها لعرضها واقرارها، خصوصاً ان الايرادات التي تتوقعها ​وزارة المال​ من هذه المادة تصل الى 600 مليار ليرة ب​السنة​، والغاؤها من دون بديل يعرّض الموازنة وعجزها ونظرية الحكومة للخطر".

وأضاف: "يكفي الحكومة رمياً لخلافتها علينا، خصوصاً انها حضرت الى ​المجلس النيابي​ من دون اتفاق على ال2%. وحرصاً منا على نسبة العجز المحدد من الحكومة، علّقنا المادة بانتظار صيغة جديدة، ولن نلغي اي ايراد من دون السعي الى تأمين بديل عنه. لذلك فحرام رمي الاشاعات التدميرية لأن الموازنة موازنتنا جميعأً والاقتصاد اقتصادنا، ولا اعرف من له مصلحة في اطلاق هذه الشائعات والمعلومات المغلوطة بعد زيارة رئيس الحكومة امس الى لجنة المال".

وعلى صعيد جدول اعمال الجلسة، اوضح كنعان انه "حصل تجميد لبعض البنود ولاحظنا ارتفاعاً في بند الاتصالت في كل الادارات، واذا وجدنا ان هذه المسألة معممة فستعالج مركزياً بالتخفيض"، لافتا الى أنه "على صعيد التجهيزات وجدنا مؤسسات تكرر التجهيزات بمليارين و10 مليار وقد طلبنا استفسارات منها، وعن موازنة المجلس الاعلى للخصخصة التي ارتفت من مليار الى 14 مليار، كما دققنا في كل المؤسسات التي يرصد لها مال عام، وسنراسل كل المؤسسات عبر وزارة المال بأننا لن نقر اي بند انفاقي من دون التأكد من انفاقه في ظل وجود مواد تضخم الموازنة وهي لا تنف فعلياً".

وجدد كنعان "المطالبة بالتدقيق الذي لم ينجز حتى الساعة في الجمعيات والمؤسسات والتوظيف والانفاق لتحديد الانفاق الفعلي من الانفاق المحدد على الورق. وبالتالي، فهذه الموازنة تريد اعمار "بيت ابيها" لا تدميره كما ورد في بعض الاعلام"، مشددا على "أننا طالبنا بتعزيز اجهزة الرقابة ومنحها الامكانيات للقيام بعملها ولماذا لم تعزز الحكومات ملاك ​ديوان المحاسبة​ ليقوم بالتدقيق اللازم بالحسابات المالية؟ اذ ان الملاك يقتصر بحسب ما ذكره رئيس الديوان في جلسة اليوم على 9 قضاة و20 مدققاً من اصل 70".

وسأل كنعان "اوليست فضيحة أيضاً ان ​التفتيش المركزي​ الذي يقوم بعمله على كامل الاراضي اللبنانية يعمل بعشرة مفتشين فقط؟"، معتبرا أن "هناك من يشوش على الرقابة البرلمانية لانه مستفيد من عرقلتها وسنرد على كل شائعة بالعمل. وعلى من يريد الاصلاح الفعلي عدم الخوف من عملنا الذي يتكاتف حوله كل النواب من مختلف ​الكتل النيابية​ ومن النواب المستقلين ايضا".