أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أنه " حين تكون ​إيران​ طرفاً في أي معادلة، فإن كفة الخسارات هي الأرجح في الميزان، ذلك أن الثقة معدومة أو تكاد، وذلك أن التهور هو السيد من دون اعتبار للنتائج وأثرها على المنطقة ودولها وشعوبها"، لافتة الى أن "إيران، في ظل حكم الملالي، منذورة للتهور والطيش والمجهول، المجهول الذي بات معلوماً أو كاد، فمن يزرع الشوك لا يحصد الورد، ومن يضع في بطن الأرض بذور الزيغ والريب لا يقطف ​العنب​"، مضيفة: "​طهران​، أكثر من أي وقت مضى، تنتهج ​سياسة​ غير محسوبة، وكأن إثبات الذات المتضخمة غاية تبررها أي وسيلة أياً كان الثمن".

ورأت أنه "أبعد من إسقاط ​طائرة​ استطلاع مسيرة أميركية كانت تحلق، كما هو مثبت، فوق ​المياه​ الدولية، فلب المسألة أن إيران جادة في نحت عزلتها نحتاً، كما هي جادة في إقناع الدنيا كلها بأنها، أي إيران، غير مؤهلة لأن تكون جزءاً من المجتمعين الإقليمي والدولي"، لافتة الى أن "نظام الملالي، بتصرفاتهم، يقولون إنهم لا يديرون دولة بالمعنى الاعتيادي والاعتباري للدول، بقدر ما يديرون نظاماً من العصابات والميليشيات والشرور، نظاماً يمكن أن يقلب الطاولة في كل مرة، غير مكترث بأمن المنطقة واستقرارها، كما لو كان منشغلاً بمحاولة السيطرة على أزمة الداخل باستعداء الخارج، فيما غيره منشغل ب​المحبة​ و​الاقتصاد​ والتنمية".

وأضافت: "أثبت نظام الملالي في طهران أنه يفكر سطحياً، وأنه غير قادر على مواكبة الإقليم و​العالم​ من حوله، وصولاً إلى نتيجة مؤداها عزلة متعددة الأبعاد يتكدس بعضها فوق بعض، وليس من ضحية إلا الشعب الإيراني، أو في الأصح، الشعوب الإيرانية، حيث انتهاك أبسط الحقوق بشكل ممنهج، وحيث القفز على احتياجات الناس الأساسية، ديدن سلطة تستغل ما تسميه "التفويض الإلهي" في تكوينات هائلة من العبث والكيد والغدر".

وشددت على أنه "لا مراعاة أو اعتباراً لمجتمع دولي أو جيران، ولا عقل في ​السياسة​ أو حكمة في القرار"، لافتة الى أن "لا رشد في حكم "الولي الفقيه"، وليست إلا المشاجب تعلق عليها الأخطاء بل الجرائم، فإلى متى يذهب نظام طهران في هذا الغي والبهتان؟ وألم يحن الوقت لموقف دولي موحد ضد اعتداءات إيران على المنطقة، وعلى الإنسان والإنسانية، في مجرد المعنى ومحدده؟"، معتبرة أن "مطلوب موقف دولي حقيقي وفاعل ضد إيران، باعتبارها دولة تضر بأمن وسلام العالم، وباعتبارها الحلقة الأضعف في معادلة المنطقة، ويكفي أعمال التخريب التي قامت بها أو رعتها، عامدة، تحت شعار "تصدير الثورة" البغيض، إلى محاولة تحقيق أطماعها التوسعية، وتطبيق التدخل في شؤون الغير، وكأنه جزء من أعرافها وأدبياتها"، مشددة على أن "إصرار إيران على التصعيد غير المبرر يختصر اليوم سياساتها الفاشلة على مدى العقود الماضية، إلى أن أصبحت المثال الشاهد، ومن دون منازع، على إرهاب ​الدولة​ ودولة ​الإرهاب​".