أكّد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ​حنا غريب​ أن "ما يجري اليوم حول ​الموازنة​ لا تقتصر أهدافه فقط على مجرّد الحدّ من ​العجز المالي​، بحسب ما يروّجه ​مؤتمر سيدر​، بل تتعداه لتحقيق أهداف سياسية الطابع وذات صلة بالهجمة الامبريالية على المنطقة عبر الزيارات المتكررة للمبعوثين الاميركيين والغربيين في محاولة لوضع لبنان أمام خيارين: إما المزيد من الضغوط والعقوبات الاقتصادية وعدم استخراج ​النفط والغاز​ وفرض توطين الفلسطينيين وعدم عودة ​النازحين السوريين​ وضرب ​المقاومة​ والتهديد بإدخال لبنان في التفجير الداخلي، وإما "انتظامه" في الخط السياسي المطلوب أميركيا والتفاوض مع الكيان الصهيوني".

وبيّن غريب، خلال مهرجان سياسي أقامته قيادة ​الحزب الشيوعي​ في ذكرى اغتيال جورج حاوي، أن "بدل أن يقف من هم ضد ​صفقة القرن​، ضد موازنة سيدر، نرى البعض من جهات السلطة يتسابقون على زيادة الضرائب على الفقراء بحجة تخفيض عجز الموازنة ليكسب كل منهم ورقة اعتماده الأولى في الارتهان للخارج وهكذا تم إقرار الموازنة الحكومية بتحميل الطبقات العاملة والوسطى تكاليف تلك الأزمات وتبعاتها الاجتماعية المريرة فكانت تعبيرا عن انحياز طبقي واضح للريع والربح الرأسمالي ضدّ الأجور والحقوق".

واعتبر أن "المدخل الى الأصلاح هو في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية القادرة على اتباع سياسات اقتصادية جديدة تؤدي الى انهاء نمط الأقتصاد الريعي وبناء اقتصاد انتاجي متقدم. والى تعديل النظام الضريبي باعتماد ضريبة تصاعدية على الريوع المصرفية والعقارية ووقف هدر المال العام والفساد المستشري الذي لا يمكن تحقيقه من خلال هذه السلطة الفاسدة ودولتها الفاشلة، بل يتحقق عن طريق العمل لقيام اوسع تحالف سياسي-اقتصادي-اجتماعي لأن القضية أصبحت قضية انقاذ شعب وإنقاذ وطن، ولم تعد قضية مطلبية تخص هذا القطاع او ذاك، انها قضية تغيير موازين القوى وبناء الكتلة الشعبية لأسقاط السياسات الاقتصادية – الاجتماعية التي أوقعت البلاد في خطر الانهيار المالي واشاعت البطالة والفقر وهجرت ولم تزل تهجر شبابنا الى الخارج".

ورأى أن "أمام هذا الواقع العربي، لبنان ليس بمنأى عما يجري فسماؤه ومياهه مستباحين من جانب العدو الصهيوني وأرضه تبقى عرضة في كل لحظة للعدوان ولا يترك العدو فرصة إلا ويعبّر فيها عن نيتّه في إجتياح وتدمير لبنان ولا يمنعه عن ذلك سوى عدم ضمانته للانتصار وتحقيق اهدافه . وهو يواجه أيضا الانعكاسات السياسية والاقتصادية للنزوح السوري ، فيجري راهنا تنافس غير مسبوق في سوق العمل بين فقراء العاملين اللبنانيين وفقراء العاملين السوريين، وتستفيد البورجوازية اللبنانية من هذا التنافس، كونه يسهّل لها إحلال يد عاملة رخيصة غير لبنانية – وبخاصة سورية - بدل اليد العاملة اللبنانية".

وشدد على أن "معظم الأحداث والتطورات التي شهدتها منطقتنا في العقدين المنصرمين، تندرج في سياق مسار استراتيجي طويل الأجل، محكوم بتحالف وثيق بين ​الولايات المتحدة​ والكيان الصهيوني والرجعية العربية"، مشيرًا إلى أن "التصعيد من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والرجعية العربية ليس إلا جزءًا من التصعيد الشامل على المستوى الدولي وهو تعبير يعكس تفاقم أزمة الرأسمالية وتراجع دور ​الولايات المتحدة الأميركية​ وعجزها عن تنفيذ مشاريعها"، داعيًا الى "مواجهة صفقة القرن بمشروع بديل، ولا خيار لنا ولشعوبنا العربية إلا مشروع المقاومة، مقاومة للتحرير والتغيير: ضد الاحتلال الصهيوني والنهب الامبريالي المباشر، وضد الاستغلال الطبقي للانظمة المحلية وسلطاتها الوكيلة لها واسقاطها".