أشارت صحيفة "الفايننشال تايمز"، الى أن "إسقاط الطائرة الاستطلاعية الأميركية فوق ​مضيق هرمز​ كان أول هجوم ناجح ل​إيران​ على هدف أميركي، منذ تصاعد التوتر بين البلدين، وكان يتوقع أن يشعل حربًا مباشرة بين ​واشنطن​ وطهران"، موضحة أن "في اليوم التالي تحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن أن الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ أقر ضربات عسكرية على أهداف إيرانية من بينها أجهزة رادار وبطاريات صواريخ، ولكن العملية ألغيت بصورة مفاجئة".

ورأت الصحيفة أن "التطورات خلال 24 ساعة تبين أن الموقف بين البلدين تحول إلى لعبة لا يعرف منتهاها ولا أهدافها. كما توحي هذه التطورات أيضا بأن إدارة ترامب تتعامل مع القضية الإيرانية بطريقة غير منسجمة تمارس فيها الضغوط على إيران لإرغامها على الرضوخ للمطالب التي دفعت واشنطن إلى الانسحاب من ​الاتفاق النووي​ المبرم عام 2015 بين القوى العظمى وطهران"، لافتة إلى أن "إيران و​الولايات المتحدة​ تؤكدان على أنهما لا تريدان الحرب. ويُعرف عن ترامب أنه يعترض على التدخلات العسكرية المكلفة. ولكن المخاوف تتزايد اليوم من أن الرئيس الذي انتقد سلفه على المغامرة بالتدخل العسكري، يقود الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في ​الشرق الأوسط​".

وتبيّن أن "طهران منزعجة من مستشار الأمن القومي ​جون بولتون​ تحديدًا لأنه يدعم علنًا تنظيم مجاهدي خلق الإيراني المعارض، وكان من المحافظين المتشددين الذي شجعوا على غزو ​العراق​. ويعتقد الإيرانيون أن بولتون هو الشخصية الرئيسية فيما يسمونه "الفريق الثاني"، الذي يضم رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان و قائد الأمر الواقع في الإمارات الشيخ محمد بن زايد".

واعتبرت أن "على الرغم من كل هذا التوتر يرى محللون أن الحوار بين البلدين لا يزال ممكنًا، وأن إعلان إيران استئناف تخصيب اليورانيوم إنما هدفه دعم موقفها في المفاوضات المحتملة، إذ سبق أن قال الإيرانيون إنهم مستعدون للحوار مع ترامب، ولكن الواقع يشير إلى أن المطالب التي وضعتها الولايات المتحدة لا أمل في أن تقبل بها إيران"، وهذا ما يعزز المخاوف، بحسب الصحيفة، من "اندلاع حرب يقول الجميع إنهم لا يريدونها".