لفتت صحيفة "آي" الصادرة عن دار الاندبندنت، في مقال، إلى أن "الإشارات المتناقضة التي يرسلها الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ قد تعزز موقف المتشددين في ​إيران​"، مشيرة إلى أن "الطائرات كانت قد أقلعت و​السفن​ الحربية كانت على استعداد لتنفيذ الضربات عندما تراجع ترامب في آخر لحظة عن قراره بإشعال نزاع مسلح مع إيران كان سيؤدي إلى نتائج وخيمة. وكان تبادل التهم بين الجانبين بدأ منذ فترة، ولكن الحرب الكلامية تطورت لتنذر بمواجهة حقيقة".

ورأت الصحيفة أن "ما حدث دليل على وجود انقسام بخصوص اتخاذ قرار الحرب والسلم في إدارة ترامب. ويذكر أن ترامب برر تراجعه عن تنفيذ الضربات العسكرية بالخسائر البشرية التي قد تتسبب فيها، ولكن مسؤولين أميركيين قالوا إن الغارات الجوية كانت مبرمجة في الساعات الأولى من يوم الجمعة لضمان وقوع أقل عدد من الضحايا، وأضافوا أن عوامل أخرى كانت سببا في إلغاء العمليات العسكرية".

واعتبرت أن "مسؤولين في ​البيت الأبيض​ مثل مستشار الأمن القومي ​جون بولتون​ ووزير الخارجية ​مايك بومبيو​، مديرة المخابرات المركزية كانوا مع الضربات العسكرية وجينا هاسبل، ولكن مسؤولين آخرين في ​البنتاغون​ حذروا من أنها ستؤدي إلى سلسلة من ردود فعل يصعب التحكم فيها، وتجعل ​القوات الأميركية​ في الدول المجاورة في خطر. وفي النهاية، قرر ترامب إلغاء العملية برمتها. وهذا قد يعزز الرأي في أنه ليس من هواة الحرب، وأنه رئيس يفضل سياسة العزلة على سياسة التدخل".

وتضيف أن "الجانبين يُظهران التشدد. فقائد ​الحرس الثوري الإيراني​ الجنرال حسين سلامي، قال إن "الأمر الوحيد الذي يضمن السلامة لأعدائنا هو أن يحترموا سيادة الأمة الإيرانية العظيمة، وأمنها القومي ومصالحها الوطنية"، ويرى أن هذا الموقف الأميركي يفسره المتشددون في إيران، الذي لا يعترضون على المواجهة العسكرية، بأنه تخبط وعدم تخطيط وقلة حزم في الجانب الأميركي ويجعلهم يدفعون إلى المزيد من التحدي. وهذا بدوره يعزز موقف بولتون والمتشددين في البيت الأبيض، للدفع من جهتهم إلى العمليات العسكرية".

وتوضح الصحيفة أن "الأحداث الأخيرة إنذار بمخاطر اندلاع حرب بين ​الولايات المتحدة​ وإيران، إذ يواصل البيت الأبيض ضغوطه على طهران بالعقوبات الاقتصادية من جهة والتعزيزات العسكرية في الخليج من جهة أخرى. وهناك مخاوف كبيرة من أن تصاعد التوتر بين الطرفين قد يؤدي إلى ارتكاب خطأ يشعل حربًا حقيقية".