ثبت للبنانيين من رسميين وقادة احزاب وتيارات سياسية ان مخطط توطين الفلسطينيين في لبنان كان ينسج منذ الستينات . الا ان الرفض اللبناني منذ ذلك الوقت اسقطه على مراحل وظل المخططون له يسعون لتنفيذه . فرض اتفاق القاهرة الذي أجاز للمقاوم الفلسطيني شن عمليات عسكرية من الجنوب ضد -اسرائيل مما استدعى من الدولة العبرية شنّ غارات متقطعة على مواقع القصف من الجنوب الى ان توسعت وتحولت الى حروب امتدت على ارجاء البلاد وخلّفت الالاف من القتلى والجرحى الى ان تمّ اتفاق الطائف برعاية المملكة العربية السعودية وادرج في مقدمته ان جميع اللبنانيين هم ضد التوطين .
وافاد وزير بارز ان مخطط مستشار الرئيس الاميركي جاريد كوشنير هو توطئة لمخطط التو طين واختار خريطة الطريق الخطأ بطرح العلاج الاقتصادي للاجئين الفلسطينين في غزة والشتات بتقديم مليارات الدولارات لهم عبر مشاريع استثمارية تناقش في ورش عمل ابتدأ من اليوم ولمدة 48 ساعة . والدليل على الخطأ في مخطط صهر الرئيس ترامب ان القيادة الفلسطينية ورجال الاعمال معا رفضوا المشاركة في ورشة البحرين التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية عن طريق بيع ما تبقى من كيلومترات وتهويدها بشكل نهائي .
وايدّ الوزير عينه الموقف الذي اطلقه الرئيس نبيه بري رافضا مخطط كوشنير واشار الى ان اتصالات تجري لكن لن يتخذ اي موقف رسمي يصدر عن مجلس الوزراء لان لبنان لم يتسلم اي كتاب خطي من الاميركيين عن ورشة البحرين . كما ان الدستور اللبناني يمنع في مقدمته التوطين .وقال ان الرئيس بري سارع الى اعلان موقفه بصفته رئيسا لمجلس النواب . الا ان الرئيس عون هو رئيس للبلاد وهو يتريث في اتخاذ اي موقف لانه ليس بوسعه ان يتخذ اي موقف رسمي من ورشة كوشنير ألذ ي يبدّل موقفه منها في فترة قصيرة . واستدرك ليقول ليس هناك مايمنع من ان يثير اي وزير في مجلس الوزراء ما هو مطروح من صهر ترامب لكن ذلك لن يلزم المجلس باتخاذ اي موقف رسمي .
وأعاد الى الأذهان موقف لبنان الدائم منذ مؤتمر مدريد بان الحل السياسي للقضية الفلسطينية يجب ان يسبق معالجة الموضوع الاقتصادي او اي قضية اخرى لان لبنان معني بمصير قرابة النصف مليون لاجىء على اراضيه تمرّد جزءا منهم وحمل السلاح في وجه القوات المسلحة الشرعية وادى الى وقوع مائة الف قتيل وتدمير منهجي في اقتصاد البلاد والنقد . ورأى ان التنسيق مع صاحب القضية هو أفيد للبنان ومصلحته طالما هناك العدد الكبير من اللاجئين وان الرئيس الفلسطيني كان قد ابلغ الرئيس عون رسالة خطية نقلها اليه عزام الأحمد تتضمن الرفض للمشاركة في مؤتمر البحرين .
وافاد مصدر مطلع ان الحكومة ليس بوسعها الموافقة على توطين فلسطينيي لبنان مقابل ستة مليارات دولار .وسأل من يضمن ما هي الأفكار التي سيطرحها كوشنير من اجل مناقشة الحل السياسي ؟.
ولم يستبعد ان يكون الرفض الدولي على الاخص الاميركي والأوروبي في مساعدة لبنان على ترحيل النازحين السوريين من اراضيه مرتبط بان يقبل بتوطين الفلسطينيين .
