أكّد نقيب المحررين ​جوزيف قصيفي​، خلال زيارة قام بها وأعضاء مجلس النقابة لرئيس ​الحكومة​ السابق ​تمام سلام​، أن "الرئيس تمام "ما في شي تمام" لا لأن الصعاب تسوِر ​لبنان​ باسلاكها الشائكة، وخيوطها المتشابكة فحسب، بل لأنّ الزمن قد تبدل وتحوّل، وبتنا نبحث عن القامات والهامات بمصباح "ديوجين" وغاب التراحم، وأبتعدت المحبة ونأت روح الألفة، وبات لبنان أشبه بغابة الغلبة فيها للأقوى"، مشيرًا إلى "أنني لا العن الظلام ولا أضيء شمعة، هذا هو الواقع، وعلينا ألاّ نجعله قدراً، وذلك بهمة المخلصين وانت منهم في المقدمة. آن أوان العبور إلى دولة الرعاية والحماية بدلاً من البقاء في دولة الفندق نفيء اليها أيام الرخاء والرفاه ونهجرها ساعة الاستحقاقات الكبرى التي تتطلب منا".

بدوره رحب سلام بالوفد وأشاد بالدور الذي "تقوم به النقابة في هذه الفترة خصوصًا لجمعها نقباء ​المهن الحرة​، وهي خطوة بناءة وإيجابية خصوصًا أن هذه المرحلة تتطلب أجواء سليمة لبناء مجتمع سليم، وللصحافة الدور الأكبر في هذا الصدد".

بعد اللقاء تحدّث قصيفي الى الصحافيين، ونقل عن سلام قوله إن "اجتماع رؤساء الحكومة السابقين له رمزيته الوطنية، وهو عقد ويعقد منعا لتجاوز ​الدستور​، ومنطق القوة لا يبني بلدًا خصوصًا اذا كان بين مكونات الوطن".

وأضاف قصيفي أن سلام قال: "أنا لم أكن مذهبيًا ولا طائفيًا ولن أكون كذلك، ولبنان كله يذكر موقفي في العام 1992 عندما تضامنت مع مكون أساسي في لبنان في مقاطعة الانتخابات لشعور هذا المكون بالغبن، وكلكم تعلمون كم خسرت جراء هذا الموقف. الجو السياسي الملوث جعلني أبتعد عن السجالات السياسية، والخطاب السياسي اليوم هابط ومنحدر، ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ اليوم هو في مركب خشن ووضعه ليس مرتاحًا، ف​اتفاق الدوحة​ رغم تجاوزه الطائف كان حلا موقتا ولفترة وجيزة ولكنه كبل رئيس الحكومة في ظل حكومات ائتلافية. المرحلة اليوم تتطلب كثيرًا من التواضع وقليلا من فائض القوة، واضاف ردا على سؤال ان الرئيس الحريري يضحي بالكثير من اجل لبنان، والله كان في عون دولته لانه في هذه المرحلة يواجه ويعاني الكثير".

وكشف أن "سلام يرى أن المساءلة والمحاسبة غير موجدتين في هذه المرحلة"، داعيًا الى "موالاة ومعارضة حقيقية. كما دعا الى الكف عن تخويف الناس واستثارة غرائزهم الطائفية وللكف عن المهاترات التي تلوث الجو السياسي وتفرز مناخات متشنجة ومدمرة".

ولفت الى أن "سلام قال ردا على سؤال حول زيارة وفد ​مجلس الشورى السعودي​ الى بيروت بأن ​المملكة العربية السعودية​ مصممة على تعزيز علاقاتها مع لبنان والوقوف الى جانبه ونأمل مزيدًا من الايجابيات على هذا الصعيد في المستقبل القريب".