بعبارة "العلاقة بين الحزب تيار المستقبل و​الحزب التقدمي الإشتراكي​ ليست على ما يرام…" أشعل الوزير وزير الصناعة ​وائل أبو فاعور​ حرب التغريدات بين المختارة وبيت الوسط. حرب، لم يترك فيها رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وأمين عام تيار المستقبل ​أحمد الحريري​ والنائب ​محمد الحجار​ من جهة وعضو اللقاء الديمقراطي ​بلال عبدالله​ ومفوض الاعلام في ​الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس من جهة ثانية سلاحاً كلامياً من العيار الثقيل إلا وإستعلموه. حرب الأحد الفائت أشعلها أبو فاعور وهو من ساهم بعد ساعات قليلة بإطفائها، بتعليمات مباشرة من رئيس حزبه النائب السابق ​وليد جنبلاط​. هذا ما تؤكده المصادر المتابعة لعلاقة الفريقين لـ"النشرة"، متحدثةً عن لقاء عقد ليل الأحد الفائت بين أبو فاعور والمعاون السياسي للحريري الوزير السابق ​غطاس خوري​، بهدف وقف مسلسل الردود والردود المضادة بين قيادات وجماهير الفريقين. المصادر عينها تؤكد أن السبب الأساس الذي سرّع عقد اللقاء المذكور، يعود الى رغبة متبادلة لدى الحريري وجنبلاط بنقل السجال وأسبابه من مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام، الى طاولة الحوار، وهكذا حصل. من إتفاق الطائف الى الخط الإقتصادي المعتمد، مروراً بما يصفه الحزب الإشتراكي بـ"المَونة الزائدة لبعض الأفرقاء على رئيس الحكومة كل ذلك على حساب الدستور" والمقصود هنا علاقة الحريري برئيس ​التيار الوطني الحر​ وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​، كلها بنود حضرت على طاولة النقاش بين أبو فاعور وخوري، وسيستكمل البحث بها في لقاءات لاحقة. ورداً على سؤال هل ستمهّد هذه الإجتماعات للقاء بين جنبلاط والحريري؟ تقول المصادر "لا لقاء بين الرجلين على جدولي أعمالهما، ولكن ما من شيء مستبعد لا بل كل شيء وارد، وإنطلاقاً من العلاقة التاريخيّة التي تجمع الحزب الإشتراكي بتيار المستقبل، لن يحتاج وليد جنبلاط الى موعد مسبق عندما يقرر زيارة بيت الوسط وكذلك بالنسبة الى سعد الحريري الذي يزور كليمنصو ساعة يشاء".

بالتأكيد، ولم يعد خافياً على أحد، أن ملف التعيينات الذي يطبخ على نار حامية، هو من النقاط الخلافية التي سيبحثها تيار المستقبل مع الحزب الإشتراكي، "لكن الأكيد أيضاً" تقول مصادر الفريقين، "ان هذا الملف ليس أساس المشكلة، وليس السبب الوحيد الذي أدّى الى تفجير الخلاف بين الفريقين، وهنا لا بدّ من التأكيد على أن التعيينات لم تطرح بعد على طاولة الإشتراكي-المستقبل".

إذاً، جولة جديدة من اللقاءات بين حليفي الأمس يتولاها أبو فاعور من الجانب الإشتراكي وغطاس خوري والنائب السابق باسم السبع عن التيار الأزرق، فهل يكتب لها النجاح أم أنها ستصطدم مجدداً بحسابات الحريري وعلى رأسها تفاهمه السياسي مع التيار الوطني الحر؟ وكيف سيرضي الحريري جنبلاط غير القادر على تمرير أسبوع واحد من دون أن يسخر بتغريداته ومواقفه من العهد الرئاسي والتسوية السياسية؟.

أسئلة، لن تتأخر الإجابات عليها كثيراً لأنّ الملفات التي تزعج جنبلاط قد تحضر بين لحظة وأخرى على طاولة الحكومة، وأبرزها إعادة فتح مطمر الناعمه لتفادي أزمة نفايات جديدة باتت على الأبواب، خصوصاً أن مطمر الجديدة لن يخدم أكثر من شهرين، وخصوصاً أيضاً أن توسعته تحتاج الى أشهر والوقت ضيّق، بينما في الناعمة خليتان صحيتان قادرتان على إستيعاب النفايات لعشر لسنوات.