غادر ​ديفيد ساترفيلد​ الموفد الأميركي المكلف بمهمة ​ترسيم الحدود​ البحرية والبرية بين ​لبنان​ و​إسرائيل​ ​بيروت​ في 12 من الشهر الحالي، ولم يعد إليها حتى يوم أمس، ولم يتبلغ أي مسؤول ممن كان يلتقيهم أي موعد عن عودته، أو إذا كانت مهمته قد توقفت تمهيداً لتوليه منصبه الجديد كسفير لبلاده لدى ​تركيا​، أو إذا كان سبب التأخير أن إسرائيل لم تقدم له أجوبة عن الأسئلة التي نقلها من المسؤولين اللبنانيين، بهدف التمهيد لبدء المفاوضات غير المباشرة التي ستتم في مقر ​القوات​ الدولية (​اليونيفيل​) في ​الجنوب​، بحضور ممثّل عن ​الأمم المتحدة​، و«المسهّل الأميركي» الذي سيستأنف المساعي، أو أن هناك ضغوطاً على لبنان بعد قراره مقاطعة ورشة ​البحرين​ المنعقدة في ​المنامة​، بإدارة وإشراف مستشار وصهر الرئيس دونالد ترمب، جاريد كوشنير.

ولفت مصدر دبلوماسي إلى أن انقطاع ساترفيلد مدة أسبوعين عن تحركه المكوكي بين بيروت و​تل أبيب​ يأتي بعد أن كان المبعوث الأميركي قد أعلن عن إيجابيات ظهرت وتؤشر إلى إمكان البدء بالتفاوض غير المباشر، والتمهيد لصياغة مذكرة بين الطرفين تنظّم هوية المتفاوضين والمواضيع، ولبنان رفض تحديد مهلة الستة أشهر التي أرادتها إسرائيل، ثم عاد وقبل بمهلة مفتوحة.

وأشار المصدر إلى أن المسّهل الأميركي للمفاوضات شدّد على ضرورة الحفاظ على الهدوء والاستقرار طيلة مدة التفاوض غير المباشر، ولا مصلحة لأي من الطرفين في تخريب الوضع الأمني، أيا كانت الظروف، وأيدت قيادة «اليونيفيل» ذلك، ودعت الطرفين إلى ضبط النفس. وطالب الرئيس ​سعد الحريري​، ساترفيلد، بضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية على الحدود، وسأل: كيف لنا أن نقبل البدء بالتفاوض وإسرائيل تشيّد برجاً للمراقبة؟

وأكد أحد الخبراء المشاركين في ملف التفاوض أن لبنان جهّز كل ما هو مطلوب منه من بنود وينتظر أجوبة من الجانب الإسرائيلي الذي كان قد أبلغ ساترفيلد أنه سيكون مستعداً للتفاوض مع الجانب اللبناني، خلال شهر يوليو (تموز) المقبل.

وفي المعلومات المتوافرة، فإن لبنان يتريث في الموافقة على الرغبة الإسرائيلية بإتاحة الفرصة أمام شركات ​الطاقة​ الملتزمة سواء للتنقيب في ​المياه​ اللبنانية أو الإسرائيلية لتنفيذ أول عملية مسح للمنطقة البحرية المتنازع عليها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة هي جزء من المنطقتين 8 و9. ودعا دبلوماسي لبناني إلى انتظار النصف الأول من يوليو لمعرفة إذا كان أي موفد أميركي سيزور بيروت لاستئناف التفاوض أو أنه مؤجّل إلى وقت غير محدد بانتظار معرفة ما إذا كانت مدة قطع التحرك الأميركي مرتبطة بالتصعيد الأميركي الإيراني، أو بما سيتقرر في ​مؤتمر البحرين​.