على الرغم من غياب أي نتائج عملية ل​مؤتمر البحرين​، المتعلق بالشق الإقتصادي من خطة السلام الأميركية أو ما يعرف ب​صفقة القرن​، إلا أن في بعض الأوساط ال​لبنان​يّة تأكيدات بأنّ الخطر لم ينتهِ، رغم الإجماع الوطني على رفضها بين مختلف القوى السياسية.

ضمن هذا السياق، تقرأ مصادر سياسيّة مطلعة، عبر "​النشرة​"، المعلومات عن ربط الجانب الأميركي الموافقة اللبنانيّة على الصفقة بمفاوضات ​ترسيم الحدود​ مع ​إسرائيل​، الأمر الذي نفاه وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​. وتشير المصادر نفسها إلى أن الموقف اللبناني على هذا الصعيد واضح لا لبس فيه، وبالتالي ليس هناك من فريق مؤي د لها ولو بشكل غير مباشر، وهو ما يتطابق مع مواقف مختلف القوى و​الفصائل الفلسطينية​.

في هذا الإطار تلفت هذه المصادر إلى أنّ الصفقة تصطدم بالعديد من المطبات، أبرزها غياب الإجماع الدولي حولها، في حين أن القوى الإقليميّة المؤيّدة لها تواجه الكثير من التحدّيات الداخليّة، وترى أن سبب انخراط البعض فيها يعود إلى عدم قدرته على الخروج من العباءة الأميركية.

على الرغم من هذه المعطيات التي قد تبعث على التفاؤل، لدى بعض الأوساط اللبنانيّة وجهة نظر مختلفة، تقوم على مبدأ أن الإدارة الأميركيّة لم تذهب إلى هذه الخطوة من دون أن يكون لديها إرادة واضحة في تنفيذها، معتمدة على الواقع الذي تمر به دول المنطقة التي من الممكن أن تعارضها.

بالنسبة إلى هذه الأوساط، الخطوات العمليّة سوف تنطلق في المرحلة المقبلة، ما يحتّم التنبه إلى أيّ عنوان يطرح، وتؤكّد أنها سوف تتزامن مع تشديد الضغوط التي تمارسها ​الولايات المتحدة​، سواء على ​إيران​ أو ​سوريا​ أو لبنان.

على المستوى اللبناني، تحذّر هذه الأوساط على أنّ المطروح لن يكون توطينا مباشرا للاجئين الفلسطينيين، حيث المتوقع أن تعتمد الخطة على نقل قسم منهم خارج الأراضي اللبنانيّة، مقابل المطالبة بمنح من يبقى اقامات دائمة وحقوق أخرى، كالتملّك والعمل.

وفي حين توضح هذه الأوساط أنّ هذه الحقوق هي محلّ أخذ ورد منذ سنوات طويلة على الساحة المحلية، حيث لا تعارضها العديد من القوى السياسيّة، تشدد على أن الواقع اليوم مختلف، وبالتالي يجب التدقيق بأيّ طرح من هذا النوع.

بالنسبة إلى الأوساط نفسها، ما يدعو إلى القلق فعليًّا أنّ القوى المعارضة أو الرافضة لهذه الصفقة لم تظهر حتى الآن أنّ لديها ايّ خطة مواجهة، الأمر الذي لا يمكن أن يكون فقط من خلال الادانات أو بعض التحركات الشعبيّة، من اعتصامات إلى تظاهرات، وتضيف: "كان من المفترض اعلان حالة طوارئ لمواجهة كل ما يطرح، لكن مع الأسف تمّ الإعتماد على ردّات الفعل التي لا تزال دون المستوى".

في المحصّلة، بدأت دول المنطقة تتحرّك وتتخذ القرارات مع تسارع الأحداث في المنطقة، إلا أنّ لبنان الرسمي الرافض لصفقة القرن، يبقى مضطراً إلى تحديد خطة عمل لمواجهة ما يُحاك في الخفاء لضم لبنان في صفقة القرن.