لفت سفير ​الإمارات​ في ​لبنان​ ​حمد الشامسي​، خلال رعايته احتفال المدرسة الأنطونية الدولية- ​عجلتون​ بتخريج كوكبة من تلاميذها، إلى أنّ "رعاية هذا الحفل يتوافق مع رؤية الإمارات القائمة على دعم الأجيال الناشئة لتكون عناصر فاعلة في مجتمعاتها، بخاصّة أنّ للقائمين على هذه المدرسة دور متميّز في قيادة مسيرة التعليم، ويعتبر هذا الدور من أهمّ المؤشّرات الأساسيّة الّذي تعتمده المنظمات الدوليّة والجهات المختصّة في تحديد مدى تقدّم الدول وتطوّر مجتمعاتها".

وركّز على أنّ "قيادتنا الرشيدة قامت برعاية وتنظيم مبادرات إنسانيّة شاملة ومتواصلة، شكّلت مفردات المحبّة والسلام والانفتاح والتعايش مع الآخرين مكوّنات رئيسيّة فيها"، مبيّنًا أنّ "الإمارات تعدّ حاضنة لقيم التآخي والأمان وصون الحريات واحترام الآخر، إذ تضمّ أكثر من 200 جنسيّة تنعم بالحياة الكريمة، وترسّخ قيم الاحترام والمساواة، وتجرّم الكراهيّة والعصبيّة وأسباب الفرقة والاختلاف لتصبح عاصمة عالميّة تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب؛ وهذا ما جعلها مقصدًا للجميع من مختلف بلدان العالم".

وأوضح الشامسي أنّ "بما أنّ التسامح يشكّل ضمانة أساسيّة للتعايش بين الأفراد وحماية حقوق الإنسان والحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية، إلى جانب تعميق قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته، عملت القيادة الحكيمة على جعل هذا الفكر ثقافة يوميّة ينتهجها المجتمع الإماراتي بكلّ أطيافه ويحملها معه أينما حل".

وشدّد على "أنّنا في عام التسامح الّذي تُوّج باللقاء التاريخي الّذي جمع قطبين ورمزين كبيرين على أرض ​أبوظبي​، هما بابا ​الكنيسة الكاثوليكية​ ​البابا فرنسيس​ وشيخ ​الأزهر​ الإمام ​أحمد الطيب​، نشدّد على السير بالخطى نفسها، حيث تشكّل الدبلوماسية الإنسانية أحد الأعمدة الرئيسية لسياستنا الخارجية". وذكر أنّ "دولتنا ستستمرّ في الإضطلاع بدورها المحوري عبر تطبيق عملي وواقعي لوثيقة الأخوة الإنسانيّة الّتي باتت اليوم أشبه بشرعة تؤسّس لمستقبل يعيش فيه الجميع في كنف من التنوع".

كما نوّه إلى أنّ "احترام الإختلاف الّذي كرّسته هذه الوثيقة يؤكّد أنّنا شعوب خلقت لتتّحد ولتعيش سويّة بمحبّة وتعاضد، بعيدًا عن التطرف واللغو والكراهية، وهي صفات تحاربها الإمارات في ممارساتها ونشاطاتها كافّة، ولحظتها في مشاريعها التي طافت مختلف أنحاء العالم، حيث باتت لدولتنا بصمة خير زرعتها لتبلسم الجراح وتزرع لدى شعوب هذه الدول الأمل وتعرفهم إلى معنى التسامح الّذي حوّلته الإمارات إلى ثقافة مجتمعيّة مستدامة".