لا يزال الغموض يلف ما حصل في بلدة قبرشمون حتى الساعة، بين روايتين: الأولى تقول بأن موكب وزير الدولة لشؤون النازحين ​صالح الغريب​ تعرض لإطلاق نار خلال كمين مسلح، بينما الثانية توجه الإتهام إلى الوزير نفسه بإفتعال الإشكال المسلح مع مجموعة من المواطنين في البلدة.

وفي حين خرج رئيس "​الحزب الديمقراطي اللبناني​" النائب ​طلال أرسلان​، في مؤتمره الصحافي، بكلام واضح يوجه فيه الإتهام إلى وزير التربية والتعليم العالي ​أكرم شهيب​، من دون أن يسمّيه بشكل مباشر، بالإضافة إلى رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​، لم يقدم الأخير على أي تعليق جديد حول ما حصل.

أمام هذا الواقع، تنتظر مختلف القوى السياسية البحث في هذه الحادثة على طاولة مجلس الوزراء، خصوصاً أن النائب أرسلان طلب من الوزير الغريب المطالبة بإحالة الحادثة إلى المجلس العدلي، بناء على المقررات التي صدرت عن المجلس الأعلى للدفاع اليوم، إلا أن اللافت هو ما كشفته مصادر سياسية مطلعة، عبر "النشرة"، نظراً إلى أنه يوحي بأن ما حصل كان مدبراً، بهدف إحداث فتنة طائفية كبيرة في البلاد لولا قرار وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ بعدم إستكمال جولته في قضاء عاليه.

وتشدد المصادر نفسها على أن ما حصل في الأمس كان مقصوداً، لافتة إلى أنه منذ أيام وصلت إشارات سلبية ضد الجولة التي قام بها باسيل، إلا في حال كانت منسقة مع المختارة، أي أن المطلوب أن يكون الدخول إلى المنطقة عبر بوابة "الحزب التقدمي الإشتراكي".

وإذ تعتبر هذه المصادر أن خطاب باسيل في الكحالة كان إيجابياً وإنفتاحياً، بعد أن أشار إلى أن الكحالة هي صلة الوصل بين الجبل والبقاع، تلفت إلى أنه خلال الخطاب بدأت المعلومات تتوارد عن إنتشار مسلح لعناصر من "الإشتراكي" في عدد من القرى والبلدات، وتكشف عن عدة دعوات وصلت إلى وزير الخارجية والمغتربين، مفادها عدم المرور في بعض القرى، إلا أنها تشير إلى أن أحداً لم يكن يتوقع حصول إنتشار مسلح لمنع وزير لبناني من زيارة قرية لبنانية بدعوة من لبنانيين، متسائلة: "من صاحب الفتنة الزائر أم من يمنع الزيارة"؟.

في هذا الأطار، تكشف المصادر نفسها عن دلالات كثيرة تطرح حولها علامات إستفهام سبقت حادثة قبرشمون، أولها إتصال هاتفي جرى بين جنبلاط وقائد الجيش اللبناني ​العماد جوزيف عون​، حيث أكد رئيس "الإشتراكي" خلاله لعون عدم قدرته على السيطرة على المسلّحين أو سحبهم من الشارع، طالباً منه تدخل الجيش، متسائلة: "هل كان المقصود توريط الجيش مع المسلّحين لتصويره كطرف في معركة سياسية طائفية"؟.

أما الدلالة الثانية، بحسب ما تكشف المصادر السياسية المطلعة أيضاً، فهي إتصال شهيب بوزير الدفاع الوطني ​الياس بوصعب​، حيث تمنى عليه أن يكمل باسيل جولته، رغم أن الطرقات كانت مقفلة، وتوضح أن رئيس "التيار الوطني الحر" قرر إنهاء الجولة في بلدة شملان لمنع الفتنة ولتفادي أيّ إستفزاز، مع العلم أنه كان محاطاً بقوة أمنية تخوله الوصول إلى كفرمتى.

وتشدّد المصادر نفسها على أنه رغم إصرار الوزيرين الغريب وشهيب على متابعة الزيارة، إلا أن موقف الوزير باسيل كان حاسماً بالرفض، طالباً من وزير الدولة لشؤون النازحين العودة إلى قريته، ليحصل ما حصل في طريق عودته.