قصة لقاء...

منذ نحو أسبوعين، إندلعت ​اشتباكات​ على "تويتر" بين ​تيار المستقبل​ و​الحزب التقدمي الإشتراكي​، استُخدِمَت فيه كل أنواع الأسلحة الكلامية وأقسى العبارات بين الطرفين... يومها كان الرئيس سعد الحريري في ​المملكة العربية السعودية​، وكان يغرد من هناك...

بعد مساعٍ تولاها رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، جرى الإتفاق على وقف للنار على تويتر، وعُقِد اجتماع بين مستشار الرئيس الحريري الدكتور ​غطاس خوري​ ووزير الصناعة ​وائل أبو فاعور​، وجرى اتفاق على ان تُتوَّج المساعي بلقاء يعُقَد في ​عين التينة​ برعاية الرئيس بري بين الرئيس الحريري والنائب السابق جنبلاط.

***

وفيما الإستعدادات جارية للتحضير للقاء، تسارعت الاحداث:

كان جنبلاط في الكويت.

كان رئيس تكتل ​لبنان القوي​، رئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​، يستعد لجولة في منطقة عاليه.

وقعت حادثة قبرشمون وما أدت إليه من سقوط ضحايا وما تلاها من ردات فعل، فأصبح لقاء عين التينة أكثر من مُلِح، ولم تعد التغريدات بين ​بيت الوسط​ والمختارة هي الأساس بل أصبح تبريد اللهيب الذي أمتد إلى معظم مناطق الجبل هو الأساس.

تحدد اللقاء مساء الأربعاء من هذا الاسبوع واستُتبِع بعشاء وصدر عنه بيان مقتضب لا يؤشِّر إلى شيء، بل جاء فيه: "بدعوة من رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري عقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة لقاء ضم، إضافة إلى الرئيس بري، دولة

رئيس ​مجلس الوزراء​ سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد بك جنبلاط".

لكن جملة واحدة نُقِلَت عن مصادر المجتمعين، فيها "كل زبدة اللقاء"، وهذه الجملة تقول: "أن ما اعترى العلاقات بين الجانبين (المستقبل والاشتراكي) من شوائب في المرحلة السابقة تم تبديدها وباتت من الماضي".

تفسير هذه الجملة يعني ان التحالف عاد بين بيت الوسط والمختارة، والأهم من عودته انه تمَّ تحت نظر "راعي التفاهمات" الرئيس نبيه بري، ما يعني انه سيكون اتفاقًا محصنًا.

***

ولكن ماذا بعد هذه التفاهمات؟ وهل يمكن القول انه بالإمكان العودة بالوضع إلى ما كان عليه قبل "الأحد الاسود"؟

السؤال ليس خيارًا ولا ترفًا، بل هو قدَر، فالسلطة التنفيذية محكومة باستكمال عملها خصوصًا لجهة تفعيل الملفات، فالدنيا لم تتوقف عند ذلك الأحد المشؤوم، بل إن الأمور يجب ان تُستَكمَل:

من إنجاز الموازنة العامة للعام 2019، وقد بقي من السنة خمسة أشهر.

إلى إنجاز التعيينات، وهو الملف الذي يُفتَرض ان يُفتَح مباشرة بعد إنجاز الموازنة العامة.

إلى ملء الشواغر لتفعيل عمل الإدارات والمؤسسات والمجالس.

ولا بد هنا من التركيز على ان بعض الإدارات والمؤسسات تعمل على طريقة وكأن هناك يدًا واحدة تصفق، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الضمان الإجتماعي يعمل بأقل عدد ممكن من الموظفين ويحقق إنجازات تفوق قدرته على مساحة الوطن، وهذا عائدٌ إلى المثابرة والدقة التي يتمتع بها الدكتور ​محمد كركي​، وما الإنجازات مع فريق عمله إلا تأكيد بأن هذه المؤسسة الوطنية يجب ان تَبعث أمل المواطن كل يوم من جديد.

***

بهذه الذهنية يمكن تخطي الصعاب والكمائن والعودة بالوضع إلى ما كان عليه رحمةً بالبلدِ والناسِ... والصيفِ الواعد.