حذر نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ علي الخطيب من "الفتن المتنقلة والاضطرابات وحملات التهويل والتضليل وبث الاشاعات التي ينسجها اعداء ​لبنان​ والامة العربية و​الاسلام​ية لادخال بلادنا في دائرة الفوضى بغية اخضاع شعوبنا لما يسمى صفقة العصر التي تهدف بالدرجة الاولى الى تصفية القضية ال​فلسطين​ية وتكريس ​التوطين​ كأمر واقع"، مشيراً إلى أن "الضغوطات والاملاءات التي تفرضها ​الادارة الاميركية​ وحلفائها على شعوبنا في ظل استمرار العقوبات الجائرة على ​الجمهورية​ الاسلامية ال​ايران​ية و​سوريا​ وقوى المقاومة تندرج في اطار الحرب الاستعمارية ​الجديدة​ بشقيها الصلبة و​الناعمة​، مما يستدعي ان نتحلى بالصبر والحكمة والوعي والتمسك بمقومات القوة التي نمتلكها وفي طليعتها الوحدة والمقاومة وعدم التفريط بالحقوق التي كانت ولا تزال عنواناً لقضايانا المصيرية".

وخلال خطبة الجمعة في مسجد لبايا في ​البقاع الغربي​، اكد الشيخ الخطيب أن "فلسطين ارض عربية اسلامية ومسيحية وعاصمتها ​القدس​ و​اللاجئين الفلسطينيين​ ضيوف عند اهلهم واخوانهم ولا حل للقضية الفلسطينية الا بعودة اللاجئين الى ديارهم في دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس"، معتبراً ان "السبيل الوحيد لاستعادة فلسطين وانقاذ مقدساتها يحتم الالتزام بالنضال والمقاومة والصمود، فطريق فلسطين عبدته دماء الشهداءوتضحيات المقاومين ولا بد من المضي في هذا الطريق لتحصيل الحقوق".

وتوجه بالتحية الى "​الشعب الفلسطيني​ المضحي والصامد بوجه الاحتلال وغطرسته"، منوها بـ"الموقف الفلسطيني الموحد والرافض ل​صفقة القرن​"، مطالبً اذ الفلسطينيين بـ"تعزيز تضامنهم من خلال المصالحة الشاملة بين قوى و​فصائل المقاومة​ بما يحصن وحدة الصف الفلسطيني ويخدم ​القضية الفلسطينية​ التي نعتبرها قضية الامة الاولى التي تستدعي ان تتجند لنصرتها الشعوب العربية والاسلامية المطالبة بالضغط والتحرك الجاد لقطع كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني".

واكد ان "العقوبات الاميركية الجائرة على الجمهورية الاسلامية الايرانية محكومة بالفشل، وهي لن تثني ايران عن المضي في دعمها للمقاومة ونصرتها للشعب الفلسطيني، فهذه ​الدولة​ المباركة التي جعلت من نصرة الحق وحفظ الاسلام والانتصار للمستضعفين شعارا لمسيرتها المقاومة للاستعمار لن تخضع مهما بلغت الصعوبات، وستنتصر على قوى الشر والظلم بعون الله تعالى وحكمة وشجاعة قيادتها ومجاهديها ووعي وصبر شعبها".

وطالب اللبنانيين "ان يتحلوا بالوعي والاتعاظ مما جرى في الجبل من حوادث مؤلمة كادت ان تشعل فتنة لولا تداعي الحكماء والعقلاء لؤادها في مهدها، ونحن اذ نستنكر كل اقتتال داخلي بين اللبنانيين فاننا نؤكد ان الاستقرار الداخلي خط احمر لا نسمح لاحد بتجاوزه، فكل مناطق لبنان هي وطن وملاذ كل اللبنانيين الذين نعتبرهم اهلنا واخوتنا وما يصيبهم يصيبنا، ولا نقبل بتعريضهم للاذى ولا نقبل ان يهتز الاستقرار في اي منطقة من لبنان، ولاسيما اننا نملك من المشاكل والازمات ما يعجز اي شعب عن تحمله".