أشار رئيس ​الجامعة الانطونية​ ​الأب ميشال جلخ​ في كلمة القاها خلال حفل تخرج دفعة العام 2019 "سفراء الأنطونية" الى أن "رسالة الجامعة كانت وستبقى إنشاء شبيبة قادرة على التفكير النقديِّ، وعلى التمييز، ضمن الكمِّ الهائل من المعلومات الذي تغرقُنا به وسائلُ الاتِّصال الحديثة، بين ما هو موثوقٌ وما هو مزيَّف، بين ما هو بداهة حقيقيَّة، وما يبدو حقيقةً لكثرةِ التكرار وكسَل المكرِّرين، الى جانب إنشاء حُماةً للديمقراطيَّة، قادرين على المشاركة في الحياة العامَّة وفي مجتمع المعرفة مشاركةً مسؤولة، مصرِّين ليس فقط على الفعل المسؤول بل وعلى الكلام المسؤول القابل للمحاسبة، على عكس ما هو الحال في ديمقراطيَّتنا حيث يكثر الكلام ويقلُّ الحوار. "

وتوجه الأب جلخ الى المتخرجين بالقول "إنَّكم ​لبنان​ُ الآتي"، مستشهداً بكلام ​رئيس الجمهورية​ العماد ميشال عون في رسالته الى شباب لبنان "لقد ورِثنا عن أجدادنا وطنًا جميلًا، والكلامُ لفخامته، وطنًا جميلًا ولكن مُنهَكًا يحتاج الى الكثير من الجَهد والعمل عل مختلف الأصعدة، ونحن نسعى بكلِّ ما أوتينا لكي نسلِّمَكم إيّاهُ بصورةٍ أفضل، لتتابعوا أنتم بدوركم ويتسلَّمَ أبناؤكم وأحفادُكم ما هو أجملُ وأرقى".

ودعا الأب جلخ المتخرّجين الى "عدم إهمال التعلُّم الدائم لئلا تصبح شهادتهم تذكارًا لا غير"، مضيفا: "استعملوا شهاداتكم مفاتيح للتعلُّم الآتي، لا أبوابًا تغلقونها خلف ما تعلَّمتموه حتّى الآن"، لافتا الى أن "ثورة الذكاء الاصطناعيِّ لن تتَّسع للجميع، وحدهم المثابرون القادرون سوف يتمكَّنون من التأقلم والتقدُّم"، مضيفا: "أنتم أبناء آباء وأمَّهات ثابروا وكدُّوا وتعبوا لكي تحصلوا على أفضل تعليم، أنتم أبناء جامعة تطمح لأعلى درجات الجَودة بأقلِّ كلفة ممكنة. أهلكم، وأنتم، ونحن، عائلة كبيرة يجمعها الطموح العنيد وتحدِّي الظروف".

وأوصى رئيس الجامعة دفعة متخرجي " سفراء الأنطونية" الى النظر الى المستقبل، مشيراً الى ان "المستقبل هو لمن يراه ويسير إليه منذ اليوم"، مضيفا: " لا تنظروا إلى أرجلكم لئلّا تتعثَّروا بل أنظروا إلى البعيد وبادروا، فهذه الأرض لطالما كانت أرض من يتحدَّون الصعوبة".

هذا وكان حضر الإحتفال ممثل رئيس الجمهورية وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، وممثل رئيس ​المجلس النيابي​ النائب ​فادي علامة​، وممثل رئيس ​الحكومة​ داوود الصايغ، الى جانب حشد من الشخصيات تقدّمهم إلى الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الأباتي ​مارون أبو جودة​، ورئيس الجامعة الأب ميشال جلخ والنائب ​حكمت ديب​ ، السفير الإسباني في لبنان خوسيه ماريا فيريه ديلا بينا، وعدد من الوزراء والنواب السابقين ​القضاة​ والنقباء والإعلاميين ولفيف من الرهبان والشخصيات الوطنية والفعاليات.