توجه رئيس حزب "​القوات​ ال​لبنان​يّة" ​سمير جعجع​ إلى ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ بالقول: "أنقذ عهدك قبل فوات الأوان"، معتبراً أنه "لا يمكننا أحيانا التمييز بين مواقف الرئيس عون ومواقف وزير الخارجية ​جبران باسيل​".

كما توجه جعجع، في حديث صحفي، إلى رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ بالقول: "الحزم في بعض الأوقات دواء"، مشيراً إلى أن "ما يجري هو تعديات على صلاحياتنا كلنا، وعلى مصالح اللبنانيين وكل مواطن في هذا البلد، من تعطيل الحكومة إلى غيرها من الممارسات".

ولفت إلى الوضع الإقتصادي والمالي، قائلاً: "إن المعارك السياسية المخترَعة في هذه المرحلة لا تجدي، لأن العهد قد يخسر نفسه"، مشيراً إلى "أننا لا نقيّم الأرقام والأوضاع هي التي تقيَّم لكنَّ الوضع صعب وبحاجة إلى معالجة جدية وسريعة"، مفيداً بان "العهد نجح في إعادة التوازن للكثير من الأمور، على رأسها ​قانون الانتخاب​، لكنّ وضعنا لا يُحسد في ​القضاء​، ولا في غيره من المؤسسات، التي تعتبر عماد ​الدولة​ وقوامها".

وشدد جعجع على انه "من غير المقبول تعطيل عمل الحكومة، لأن لبنان بحاجة إلى كل دقيقة عمل حكومي"، معتبراً أن "ما يجري حالياً، وأداء بعض الجهات الحكومية هو جريمة بحق الوطن والمواطن وما يحصل هو لأسباب سياسية ضيقة، واستخدام الثلث المعطّل أمر غير منطقي ولا وطني و​الدستور​ أعطى حق التعطيل لثلث الحكومة في القضايا الكبيرة، وليس لمصالح ومآرب سياسية، لأشخاص".

وعن حادثة الجبل، اعتبر جعحع أن "الحادثة كبيرة وتحتاج إلى معالجة، ولكن ليس من أجل تصفية الحسابات السياسية، ولا المتاجرة ب​الأمن​، لتحقيق أهداف سياسية أصبحت معروفة والأمور تحتاج إلى روية ولا يمكن الحديث عن إحالة ما جرى للمجلس العدلي قبل نهاية التحقيقات"، مؤكداً "اننا حلفاء لـ"الحزب ​التقدمي الاشتراكي​" ونقف إلى جانبه، وإلى جانب ​مصالحة الجبل​".

وأضاف "كل ما يقال عن أن خطاب باسيل يحظى بمقبولية واسعة في الشارع المسيحي غير دقيق والأيام المقبلة ستشهد خصوصا وأن من يدافع عن هذه المواقف تكون له أسبابه وغاياته، ولكن لدى المسيحيين وفي وجدانهم أساس ثابت لا يتزحزح يرتبط بالدولة وببنائها، وارتباطهم بالشخص يكون بقدر ما لهذا الشخص من مزايا تعزز مقومات الدولة"، مشيراً إلى ان "باسيل يقود معارك على جبهات عدة وهي ليست معركة واحدة تتعلق ب​انتخابات​ ​رئاسة الجمهورية​، الرجل يريد إثبات نفسه داخل "​التيار الوطني الحر​"، فعلى الرغم من ترؤسه للتيار لكنه لم يتمكن من شد ركائزه بعد، ولم يتمكن من بناء نفسه فيه، فيرفع الصون ويعلي الصراخ ليقول للجميع إنه موجود وعلى قاعدة محاولة إحراج الجميع وأيضا يخوض معركة مع القوى ​المسيحية​ الأخرى في الشارع المسيحي مستندا على خطابه الشعبوي والمتشنج، وفي الوقت نفسه يخوض معركة مع القوى السياسية الأخرى التي لا تسلم له بما يريد فيسعى لإلغائه، وبعد هذه المعارك كلها يأتي تفكيره بمعركة رئاسة الجمهورية".

وأشار جعجع إلى "ارتياحه لأصداء آداء القوات ومواقفها في الشارع اللبناني، على صعيد وطني، وليس على صعيد مناطقي أو طائفي"، معربا عن إيمانه "أن الزمن لا بد ان يكون منصفا ولو بعد حين".