اعتبر سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ ​انطوان شديد​، "ان حتى حلفاء ​ايران​ لا يمكنهم تحمل ايران نووية، من ​روسيا​ الى ​الصين​، وهم لذلك يدعونها الى تحصين موقعها التفاوضي من دون زيادة تخصيب اليورانيوم،" مشيرا الى "ان الاوروبيين من جهة اخرى يعطون النصائح لايران بالحفاظ على ​الاتفاق النووي​، لنفس حجة حلفاء ايران، فالعالم لا يمكن ان يتحمل حربا مع ايران"، وشدد ان "على الرغم من ان الاخطاء يمكن ان تقع، وتندلع الحرب بين ايران و​الولايات المتحدة​، ولكن لا احد من الفريقين المعنيين يريدها، ومحاولة ماكرون اقناع الايرانيين بعدم خرق الاتفاق النووي، لن تكون الاخيرة، وكان الالمان حاولوا قبل ​فرنسا​"، مشيرا الى "ان الاوروبيين يحذرون ايران من التدخل في المنطقة ونشر اذرعها في كل المنطقة، بهدف نزع فتيل الازمة مع الولايات المتحدة".

وأكّد شديد في حديث تلفزيوني، "ان الحرب ليست قريبة كما يظن البعض لأن ايران تملك اوراقا عديدة تستعملها لابعاد شبح الحرب عنها، فهي يمكنها ان تصعّد في اليمن وفي بحر العرب ولكن لن تقفل ​مضيق هرمز​، في حين انه يمكنها ان تستمر في بعث الرسائل مثل ضرب ناقلات ​النفط​، والتهديد بعرقلة حركة الناقلات في مضيق هرمز"، واعتبر شديد "ان تخصيب اليورانيوم يستثير الاسرائيليين ايضا، وبالنتيجة سيصلون الى طاولة المفاوضات ويمكن لايران ان تستعمل اوراق وجودها في عدة بلدان عربية وخليجية واليمن وسوريا كورقة تفاوض، فتخفف من تدخلها في هذ البلدان كثمن تدفعه، ويمكن ايضا لواشنطن ان تستمر بالضغط على ايران في ملف برنامج الصواريخ الباليستية، للحصول على تنازلات من ايران"

شديد أشار الى ان "ايران لن تبادر الى الحرب لانها تعرف انها اذا آلمت الولايات المتحدة في المنطقة فالحرب عليها ستكون مدمرة، وعلى الرغم دقة اسلحتها وقوتها العسكرية، الا انها لا توازي ترسانة الولايات المتحدة الضخمة، ولا يمكن لايران ان تقبل بخسارة كل شيئ، على الرغم من انها مستعدة للقتال اذا فرض عليها، اما حلفاؤها فلن يساعدوها في هذه الحرب واي انزلاق الى الحرب قد يعزل ايران، ولذلك يمكنها في حال حشرت في الزاوية، استعمال ورقة والحوثيين والحشد الشعبي في العراق، واوضح ان حتى لو تأزمت الامور كثيرا فلن تستخدم ايران ورقة حزب الله الذي هو ثمين جدا لدى الايرانيين ولن يفرطوا به ويعرضوه للخطر، نظرا للدور الذي يلعبه ويتخطى الاقليم" موضحا ان "فتح الجبهة اللبنانية الاسرائيلية ليس باللعبة نظرا لخطورة هذه الحرب التي لن يكون من السهل وقفها اذا اندلعت،" وتطرق شديد "الى الجو الايجابي الذي ساد زيارة ساتيرفيلد وموضوع المفاوضات مع اسرائيل، والتي غيرت رأيها في شأن المفاوضات، في حين ان لبنان لم يدخل بعد في مفاوضات غير مباشرة ويمكن لديفيد شانكر ان يحل مكان ساترفيلد، مع العلم ان المفاوضات في هذا الاطار صارت صعبة ويمكن ان يكون الجو الضاغط في المنطقة هو الذي اوقف المفاوضات،" مضيفا ان لا يمكن لاسرائيل اليوم ان تضغط على لبنان بواسطة ملف ​ترسيم الحدود​، لان استخراج النفط والغاز يحتاج الى الاستقرار في الجانبين وليس فقط في لبنان، فاسرائيل لها مصلحة بالاستقرار، ويجب ان نرى رأي الشركات التي لن تستثمر في لبنان في جو من عدم الاستقرار."

واعتبر السفير شديد، ان "الاميركيين لا يملكون اي نص مبلور لتنفيذ صفقة القرن وكل شروط هذه الصفقة غير متوفرة، ابتداء من البحرين الذي فشل لان لا الفلسطينيين ولا الاسرائيليين حضروا المؤتمر، واليوم الانتخابات الاسرائيلية التي ستجرى في ايلول فرملت الامور، فترامب بدأ بالشكل الخاطئ بموضوع القدس والجولان وابعد الفلسطينيين اكثر عن الجلوس الى طاولة المفاوضات، وحتى دول الخليج كان وجودها خجولا في البحرين، وهي حضرت للحفاظ على ماء الوجه مع حليفتها واشنطن، في حين ان احدا لم يطلع بعد على عناصر الصفقة" معتبرا ان "لم يحن الوقت بعد لتنفيذ هكذا صفقة، ومن الممكن ان يمارس الاميركيون الضغط على لبنان للقبول بالتوطين الذي ترجمته تقوم على اعطاء الجنسية للفلسطينيين، في حين ان موقف لبنان معروف برفض اعطاء الجنسية لنازح او لفلسيطي ولا يمكن لاحد من الافرقاء السياسيين تحمل القبول بالتوطين،" ورفض شديد محاولات البعض بالسماح للفلسطيني بالتملك والعمل واعطاء الام جنسيتها لاولادها، التي تصب جميعها في اطار التوطين المقنع مع احترامنا للوضع الانساني لدى الفلسطينيين ولكن مع الحفاظ على مصلحة لبنان، ويمكن اعطاء الام المتزوجة من اجنبي الجنسية لاولاد ها، على الا تكون فلسطينية او سورية"، وختم بالتأكيد ان العالم الذي يساعد لبنان لسداد دينه من خلال مؤتمرات باريس واليوم سيدر، لا يبدو انه يعمل على اغراق لبنان بالديون لفرض التوطين عليه، بل يعمل على مساعدة لبنان للخروج من ازمته الاقتصادية من خلال هذه المؤتمرات الاقتصادية."