أكد الوزير السابق ​ميشال فرعون​ أنه "في هذه الأيام، لا يمكننا إلا أن نكون صادقين مع أنفسنا، فالأمل لا يكفي من دون إرادة سياسية في تغلب المصلحة العامة على اي مصلحة. وعلامات الاستفهام تتضاعف أمام اعتماد سياسات شفير الهاوية في وقت يرزح البلد أمام المخاطر التي تهدد منطق ​الدولة​ والحوكمة، وتصيب ​القطاع الخاص​ بالصميم وتهدد الأوضاع الاجتماعية كافة"، مشيرًا إلى أن "بالرغم من هذه الأوضاع الدقيقة للغاية، لا نزال نعاني من خيارات اعتماد منطق القوة بدل قوة المنطق والاستنفار للصراع بدل التجند للحلول مع تجاوز واضح لمبدأ ​النأي بالنفس​ وتجنب الاستقواء الضامن لاستقرارنا، مع استمرار الدفاع عن مصالح ضيقة قد تصبح واهمة اذا سقط الهيكل على الجميع بالإضافة الى خطر إخضاع القطاع الخاص بدل حمايته وتحفيزه، وإهمال الطاقات واستعادتهم بالأزلام والتغاضي عن ثقافة الحوار والرسالة بدل الكباش الذي يشل الدولة".

ولفت فرعون، في تصريح له من ​نقابة المهندسين​، إلى أن "الكثير بينكم رافقنا وكان شاهدا على عدم جدية ​الحكومة​ السابقة في تطوير ​سياسة​ عامة للتخطيط. فلقد قدمنا مع فريق الـ UNDP وخبراء أكثر من صيغة لا تمس بسلطات متفرقة من مجلس الإنماء والأعمار أو وزارات وتبقي سلطاتهم التنفيذية وتجمع مشاريع التخطيط المتفرقة وبعض الأيام المتناقضة في مجلس أعلى للتخطيط، بصيغة استشارية وبإشراف وزير دولة يؤمن المتابعة السياسية للمجلس، لتشكل قيمة مضافة في بناء السياسات على صعيد تخطيط للمدن والمناطق وبعض القطاعات، انما كان الواضح ان الرغبة وإمكانية التنسيق والشفافية ليس موجودا ولو كان ذلك على حساب المصلحة العامة".

ونوّه بـ"أننا اعتبرنا في حينه في ظل غياب الإرادة السياسية ان مشروع UN-HABITAT لبلورة السياسات المدنية قد يكون نموذجا علميا وفاعلا للتخطيط وتطوير التشريع الضروري للحوكمة ومشاركة الكثير من السلطات في بناء الرؤية الصالحة والقرارات اللازمة التي تؤمن خارطة الطريق والممرات الحتمية التشريعية والمؤسساتية والخيارات الصائبة على غرار ما يجري اليوم في المدن في العالم منذ سنوات، وذلك كشرط لتستطيع ​بيروت​ الكبرى ان تنجح في تجاوز التحديات في بناء نمو مستدام ولا تنزلق في الوقوع في دوامة المشاكل والتناقضات والخلافات التي تحد من إمكانياتها ان تلعب الدور الريادي والإنمائي على صعيد ​لبنان​ وعلى صعيد المنطقة، بما في ذلك على صعيد فرص الشباب و​اقتصاد​ المعرفة وغيرها التي تحتاج الى تخطيط ومن دون ان ننسى الإدارة والمعالجة للمشاكل الاجتماعية الخطيرة نتيجة حزام البؤس واللاجئين الذي يحيط بها".

وتساءل: "أمام هذا المشهد، كيف نستطيع ان نطلب من أصدقاء لبنان ان يقفوا الى جانبنا وكيف يستطيع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أن يطبق مشروع إنقاذ لبنان الإنمائي من خلال ​مؤتمر سيدر​؟"

وأوضح "أننا نعيش لبنانين، لبنان يحمي ويحصن ويعمل بكل ما بوسعه ان يحوله الى نموذج للعالم، ولبنان آخر يحاول ان يسيطر على الارزة من دون ان نعرف الى أين يريد ان يذهب بها. لبنان يحلم بتطوير بيروت، عاصمة العرب الحديثة والحضارية"، مشددًا على أن "لبنان يعمل على الإمساك ببيروت بأي ثمن من دون مبالاة بتاريخها او إرادة تطويرها في خدمة أهاليها أو قاطنيها. لبنان ​السياسة​ بمعناها النبيل والديمقراطية ولبنان سياسة المتاريس والديماغوجية الذي يدور في حلقة مفرغة. وتبقى المناشدة لإعطاء الأولوية لتحصين الاستقرار، بعيدا عن تأجيج المواجهة والاهتمام بمعالجة أزمة كبرى متعددة الجوانب تحدق بنا وتحتاج إلى رص الصف لأن عواقبها أخطر من الأزمات السياسية".