رأى ​العلامة السيد علي فضل الله​ ، في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنينفي حارة حريك، ان تداعيات حادثة الجبل لا تزال تلقي بثقلها على الواقع السياسي، ولا زال الخلاف مستمراً حول آلية علاج ما حدث، وإلى من يتمّ الاحتكام، إلى ​المجلس العدلي​ أو إلى ​القضاء​ العادي، والذي وصل إلى حد تعطيل عمل الحكومة وعدم اجتماع ​مجلس الوزراء​. آملا في أن تؤدي المساعي الجارية إلى الخروج بصيغة حل نريدها أن تعالج الأسباب التي أدت إلى ما حصل، والذيول التي أنتجتها، وأن لا يعود الشارع ليكون هو الوسيلة التي تعتمد لتوجيه الرسائل أو لعلاج التوترات وحل المشكلات، ليكون الحلّ دائماً عبر الحوار ومن داخل المؤسّسات التي تنضوي كلّ القوى السياسية الفاعلة تحتها.

ولفت السيد فضل الله الى ان "من المعيب أن نصل إلى المرحلة التي يقال فيها إنه يخشى أن تتفجّر مؤسّسة مجلس الوزراء ويتعطَّل دورها عند مناقشة الأزمات، وهي المؤسَّسة المنوط بها إدارة شؤون البلد ومعالجة مشاكله. " مشددا على ان يأتي هذا الأمر في وقت يعاني البلد أزمة الضغوط التي تمارسها أميركا والغرب، والتي وصلت إلى مفاصل الدولة اللبنانية، من خلال فرض عقوبات على نائبين لبنانيين، في وقت يحذّر الاقتصاديون من أن عدم اجتماع مجلس الوزراء يترك آثاراً سلبية على المناخ العام للبلاد، ويوجّه رسالة سلبية إلى وكالات التصنيف الدولية التي تأخذ في الاعتبار الأداء الحكومي في معالجة ​الوضع الاقتصادي​، ويؤدي إلى توقف العمليات الإصلاحية المطلوبة في هذا البلد، ويؤخر استحقاقات داهمة في الأشهر المقبلة، كملف النفط وسيدر، ويؤخر إقرار موازنة العام 2019.

واستعاد السيد فضل الله ذكرى بداية ​حرب تموز​ في العام 2006م؛ هذه الحرب التي كانت تستهدف القضاء على كلِّ عناصر القوة في البلد، من إنهاء مقاومته، وإنهاك شعبه وجيشه، وتدمير بنيته التحتية، وإعادته عشرات السنين إلى الوراء، كما صرّح بذلك مسؤولو العدو آنذاك. وقد استطاع لبنان من خلال هذا التكامل الَّذي حصل بين المقاومة والشعب والجيش، أن يكسر هجمة العدو، ويسقط الأهداف السياسية لإسرائيل التي كانت تريد صياغة شرق أوسط جديد، بدءاً بإخضاع لبنان الَّذي يمثل أحد أبرز مواقع الصمود في المنطقة، وصولاً إلى استكمال إسقاط المواقع الأخرى.