اشار نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ علي الخطيب الى ان ​الفساد​ افة اجتماعية تنخر المجتمعات وتدمر الاوطان وتهدد الوجود ​الانسان​ي في استقراره وعدالته وقيمة الروحية والاخلاقية، فهذا الفساد وباء ينتشر ليفتك بمحيطه ويشيع الفاحشة والرذيلة ليخرج الانسان من رحاب الرحمة الالهية ليدخله في نفق الظلم والجهل والضياع، من هنا فان الفساد نتاج ما اكتسبت ايدي الناس المسؤولين عن مكافحته وهو واجب وطني يستدعي ان تجند الدولة كل جهودها لمحاربته واجتثاثه من الجذور، وهذا لا يعفي المواطنين عن القيام بدورهم في مكافحته والتشهير بالفاسدين وعدم الخضوع لجشعهم. ونحن اذ نحذر من التستر على الفاسدين فاننا ندعو الى اطلاق حملة وطنية لمحاسبة الفاسدين والمرتشين واستعادة المال العام المنهوب ليكون في خدمة ​الشعب اللبناني​ المنهك بفعل سياسات اقتصادية ريعية اوجدت ارضاً خصبة لنشوء فساد استشرى على مساحة وطننا ليحول لبنان البلد العظيم بتضحيات مقاوميه وصمود شعبه وطموحات ابنائه الى مستنقع من الافات والرذائل، ولقد هالنا اليوم اعترافات وزير حالي عن حجم الفساد المستشري في وزارته اذ بلغ مبلغاً من السوء يكشف عن فضائح كبيرة نجد مثيلاتها في العديد من ادارات الدولة ووزاراتها، وهنا نطالب القضاء بالقيام بدوره واعتبار كل ما ينشر ويبث في وسائل الاعلام بمثابة اخبار يستدعي فتح تحقيقات قضائية للمحاسبة.

ورأى سماحته في خطبة الجمعة في مسجد لبايا - ​البقاع الغربي​، ان "الفساد يتمظهر في صورة اخرى احتل خلالها لبنان المرتبة الخامسة عالمياً في نسبة التلوث بعد ان قفز من المرتبة التاسعة في العام الماضي، مما يؤشر الى استمرار حالة التردي في معالجة الازمات الاجتماعية ولاسيما ازمة النفايات التي كثر الحديث فيها عن صفقات خيالية، حتى بتنا اليوم نخشى ان يصبح وطننا الجميل في المرتبة الاولى عالمياً، وهنا نرفع الصوت عالياً بوجه دولتنا وحكومتنا وشعبنا لانقاذ بيئتنا والمحافظة على وطن الجمال والبيئة النظيفة، وعدم السماح بتشويه صورة لبنان الذي اعطى للعالم نخبة المبدعين من العلماء والخبراء والادباء". اضاف "فليقلع السياسيون عن خلافاتهم وليرفعوا ايديهم عن كل فاسد ومرتش رحمة بهذا الشعب المعطاء وليعملوا لانقاذ لبنان من متاهات المجهول الذي تعمل الدوائر الاستعمارية على تدمير مقومات قوته المتمثلة بشعبه وجيشه ومقاومته. حتى بات بعض السياسيين اعداء لوطنهم وشعبهم؟"

وتابع قائلا "نحن اذ نستنكر القرار الجائر الصادر عن ​الادارة الاميركية​ بوضع رموز المقاومة في خانة اجراءاتها الانتقامية فاننا نعتبر ان هذا القرار اساءة لكل الشعب اللبناني وانتهاك فاضح للقيم الديمقراطية التي يتغنى بها الغرب في ادابياته فضلا عن كون هذا القرار يمس السيادة اللبنانية في فرض عقوبات على نواب منتخبين من قبل الشعب اللبناني، فهذا القرار يكشف ان الادارة الامريكية لا تريد الخير لوطننا، وهي تستكمل مسلسل املاءاتها وفرض الضغوطات على لبنان خدمة للكيان الصهيوني، بعد ان تحولت الى طرف منحاز لمصالح هذا الكيان الغاصب يغطي جرائمه وعدوانه ليس في لبنان فحسب انما على امتداد عالمنا العربي والاسلامي. فالادارة الاميركية بغطرستها تعكس صورة عن الفساد العالمي القائم على الظلم واحتضان الباطل والشر".

واكد سماحته ان ما يسمى ب​صفقة القرن​ تعبير جديد من تعابير الغطرسة الاميركية يتماهى مع العقوبات الاميركية الجائرة على الجمهورية الاسلامية ال​ايران​ية التي تزداد منعة وقوة في صمودها وتصديها للمؤامرات التي تستهدف الامة بشعوبها وحركات المقاومة فيها، وهي اثبتت بالتجربة والبرهان انها قلعة من قلاع الاسلام محصنة بشجاعة رجالها ووعي شعبها وحكمة قيادتها، فايران محظية بعون الله ورعايته ولن تتخلى عن دعمها للشعوب المستضعفة والقضايا المحقة وفي طليعتها ​القضية الفلسطينية​، ومن كان مع الله فان النصر سيكون حليفه والله لا يخلف وعده.