يتطلّع الكثير من اللبنانيّين خلال فصل الصيف بشكل خاص، للتمتّع برحلة إستجمام خارج البلاد، تُخرجهم من روتين العمل اليومي، وتشحنهم بطاقة إيجابيّة. لكن وبهدف أن تكون هذه الرحلة خالية من الشوائب والمُفاجآت غير السارة قدر المُستطاع، من الضروري تعداد بعض التنبيهات الضرورية والمُفيدة لكل شخص يرغب بالسفر، خاصة وأنّ بعض مكاتب السفر تعتمد ألاعيب عدّة، وحتى بعض الخدع في بعض الحالات، والتي لا يُمكن تمييزها من قبل الكثير من المُواطنين الذين لا يملكون خبرة في هذا المجال.

وفي هذا السياق، يجب بداية الإشارة إلى أنّ الإعلانات التي تتحدّث عن سفرات ببضع مئات من الدولارات فقط لا غير، هي دعاية مُضلّلة! والسبب أنّ هذه الإعلانات تتحدّث في الغالب عن رحلات قصيرة جدًّا، تمتدّ على مدى أربعة أيّام، ومن ضمنها ثلاث ليال في الفندق فقط، وليس عن رحلة كاملة على مدى أسبوع. كما أنّ هذه الإعلانات تتحدّث عن فنادق مُتواضعة مُصنّفة في الغالب ضُمن تقييم 3 "نجوم"، وهي بالتالي بعيدة كل البُعد في الشكل والمضمون عن ​الفنادق​ الفخمة المُصنّفة 5 "نجوم" التي يتمّ عرض صُورها ضُمن الإعلانات المُضلّلة. أكثر من ذلك، إنّ هذه الرحلات تشمل تغطية الفُطور فقط، مع إهمال وجبتي الغداء والعشاء اللتين تتضمّنهما عروض المُنتجعات السياحيّة الفاخرة (Resorts). وبالتالي، إنّ تكاليف أي رحلة لمدّة أسبوع إلى فندق 5 "نجوم" لا تقلّ عن ألف دولار للشخص الواحد في أفضل الأحوال، حتى إلى ​تركيا​، ما إقتضى التنبيه.

من جهة أخرى، على الراغبين بالسفر التنبّه إلى مواعيد إنطلاق الرحلات ومواعيد وُصولها إلى وجهاتها النهائيّة، فالرحلة التي تنطلق بعد الظهر من ​بيروت​ مثلاً تعني عمليًا أنّ المُسافر سيصل إلى وجهته ليلاً، بحيث يدفع ثمن ليلة في الفندق من دون أن يكون قد إستفاد من يوم كامل في الخارج. والرحلة التي تنطلق صباحًا من الخارج، يعني أنّ شركة السفر حرمته من التمتّع بيوم إضافي في الخارج قبل عودته إلى بيروت، علمًا أنّه كان بإمكانه الإستفادة من غرفته في الفندق حتى الظهر، وكذلك ترك أغراضه في بهو الفندق والإستفادة من رحلته إلى الخارج حتى المساء مثلاً. كما أنّ مفهوم رحلة طائرة مُستأجرة لصالح وكالة السفر المعنيّة (Charter) يختلف عن مفهوم رحلة خطوط طيران عادية، ففي الثانية مثلاً سعر المقاعد يختلف بشكل كبير، وليس فقط تبعًا لتوقيت الحجز ولفئته ضمن ثلاث درجات، هي: الإقتصادية، و​رجال الأعمال​، والدرجة الأولى. فحتى ضُمن الدرجة الإقتصاديّة، يختلف سعر المقعد بين فئات عدّة، الأمر الذي لا يشرحه وكلاء مكاتب السفر للزبائن. والأمر نفسه ينطبق على غرف الفنادق، فإذا كانت مثلاً الغرفة المَحجوزة مُطلّة على الحديقة، وليس على البحر، هذا لا يعني أنّ كل الغُرف غير المُطلّة على البحر هي موحّدة السعر والمُواصفات، حيث تختلف قيمتها تبعًا لحجمها ولموقعها ضمن الفندق نفسه، حيث يُمكن أن تكون غرفة مطلّة على حديقة جميلة وهادئة، ويُمكن أن تكون غرفة مُطلّة جزئيًا على حديقة صغيرة ربما، لكنّها بعيدة جدًا عن بهو الفندق أو تقع في مكان عرضة لروائح مطبخ الفندق، أو لضجيج مسبح الأولاد فيه، إلى ما هناك من أسباب تجعلها أقلّ ثمنًا من باقي الغرف، وهو ما تخفيه وكالات السفر عن زبائنها.

إلى ذلك، عند حجز أي رحلة مع أي وكالة سفر يجب التنبّه إلى الرسوم غير الظاهرة (Hidden Fees)، حيث أنّ الكثير من وكالات السفر يتحدّث عن أسبوع في الخارج وعن فندق فخم، وعند التدقيق يتبيّن أن سعر تذكرة السفر غير مشمول بالسعر الإجمالي للرحلة والمعروض لجذب الزبائن، إضافة طبعًا إلى تكاليف المأكل والمشرب والجولات الترفيهيّة، و​التأمين​ الشخصي، إلخ! حتى أنّ بعض الوكالات يُورد سعر تذكرة السفر ضمن العروض التي يُقدّمها، ليتفاجأ المُسافر أنّه جرى مثلاً إستثناء ضرائب المطارات التي هي مرتفعة في بعض الدول، وبالتالي عند إحتساب ضرائب مطار الإقلاع وضرائب مطار الهبوط، يُمكن أن يبلغ المجموع 400 دولار أميركي عن كل شخص، علمًا أنّه يجب دمج ضرائب المطارات ضُمن سعر تذكرة السفر منعًا للتضليل! ومن ضمن الرسوم غير الظاهرة، تكاليف تأشيرات الدُخول إلى بعض الدول، وهي تكاليف تختلف تبعًا لوجهة السفر، علمًا أنّ بعضها يمكن أن يبلغ نحو مئتي دولار أميركي للشخص الواحد، إضافة إلى تكاليف ترجمة أوراق ووثائق عدّة مطلوبة لتقديم طلب الإستحصال على تأشيرة دُخول (Visa). كما يجب الأخذ في الحسبان تكاليف التنقّل في البلد المُستهدف بالرحلة، في حال عدم إختيار رحلة مشمولة ببرنامج ترفيهي كامل.

في الخُلاصة، يجب على كل مُسافر، القيام بمُقارنات دقيقة بين العروض المُختلفة لوكالات السفر، وطرح الكثير من الأسئلة والإستفهام جيّدًا عن كل ما ينتظره من تكاليف خلال السفرة، حتى يكون جاهزًا للإستمتاع برحلته من دون مُفاجآت سلبيّة، وكذلك حتى لا ينصدم بخفايا وبتكاليف يُمكن أن تُعكّر عليه مزاجه خلال رحلة إستجمامه.