لفت الأمين العام لـ"​حزب الله​" السيد ​حسن نصرالله​، إلى أنّ "المعادلات الّتي كانت قائمة في ​حرب تموز​ ما زالت موجودة، وكلّ ما أُنجز في حرب تموز ما زل قائمًا وتمّ تثبيته، ونحن نشهد واحدة من ثمرات هذه المعادلات، ف​لبنان​ منذ 13 عامًا يعيش في حالة من الأمن لم يعطيها إياه أحد"، مبيّنًا أنّ "هناك أمن في لبنان صنعه اللبنانيون بوحدتهم ، وأهمّ عنوان اليوم هو توازن الردع بين لبنان والكيان الصهيوني، وبالتحديد بين مقاومة شعبيّة و​إسرائيل​ الّتي تعتبر نفسها قوّة كبيرة".

وأوضح في مقابلة تلفزيونيّة، أنّ "الردع الّذي منع ​القوات الإسرائيلية​ ‏من الاعتداء على لبنان منذ 2006 ‏يعترف به الإسرائيليّون، و‏بعد حرب تموز، "يُعمل ‏ألف ‏حساب للعدوان على لبنان وهذا يترسّخ ‏يومًا بعد يوم"، منوّهًا إلى أنّ "بحمدالله، ​المقاومة​ أقوى من أيّ وقت مضى رغم العقوبات، وخلال 13 عامًا مضى تطوّرت المقاومة بشكل كبير كمًّا ونوعًا وهذا ما يعترف به الإسرائيلي". وذكر أنّ "خلال 13 عامًا، حصل نمو في القدرة البشرية لدينا وتضاعفات الأعداد والقدرة البشريّة هجوميّة، في حين كانت قدرتنا الهجوميّة محدودة في عام 2006. أمّا اليوم فلدينا قدرة هجوميّة نوعيّة ومسلّحة بأسلحة نوعيّة، ولدينا "قوة الرضوان" و"أفواج العباس" وهم متخصّصون في العمل الهجومي".

وكشف السيد نصرالله أنّ "القدرة الصاروخية تطوّرت عددًا ونوعًا، وتحديدًا السلاح الدقيق أي الصواريخ الدقيقة، أيضًا في قوّة المسيرات. في عام 2006 كان لدينا عدد قليل ولكن اليوم هذا السلاح قوي وامكانياته كبيرة لدينا"، مشيرًا إلى أنّ "إحاطتنا المعلوماتيّة كبيرة أيضًا في البر والبحر والجو وفي كلّ المجالات، المقاومة تطوّرت عديدًا وعدّةً وخبرةً وإيمانًا ويقينًا بالنصر الإلهي". وأكّد أنّ "القادة الإسرائيليين يخافون المقاومة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، ومن قال إنّه ليس لدينا صواريخ مضادّة للطائرات؟. نحن نتبع ​سياسة​ الغموض البنّاء في هذا الملف".

وركّز على أنّ "كلّ ما أقدم عليه العدو بعد حرب تموز لترميم الثقة، فشل، فالجيش الإسرائيلي فشل في حلّ انكشاف ضعف ووهن الجبهة الداخليّة. هذه الجبهة كانت بمنأى عن الحروب، وحرب تموز نقلت المعركة إلى الجبهة الداخليّة والآن المقاومة أقوى من أيّ زمن، في قدرتها على استهداف وزلزلة الجبهة الداخلية للعدو"، كاشفًا أنّ "إسرائيل قامت بمناورات عديدة لترميم الجبهة الداخلية وهذه المشكلة ما زلت قائمة. في القوة البريّة هناك اعتراف بتراجع القدرة لدى القوات البريّة، والجميع يعرف أنّ سلاح الجو لا يستطيع أن يحسم المعركة؛ ونحن لا ننكر أنّ الجيش الاسرائيلي قام بتدريبات كبيرة وحصل على أسلحة متطوّرة".

ونصح الإسرائيليين بأن "لا يعيدوا أدبيّات إعادة لبنان إلى العصر الحجري، هذا الحديث فيه استخفاف بلبنان"، مذكّرًا بأنّ "في عام 2000 في ​بنت جبيل​، قلت إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكوت، وخلال 13 عامًا ازدادت قناعتي بهذا الكلام". وأوضح أنّ "الشريط الساحلي من نتانيا إلى اشدود جزء كبير من ‏المستوطنين موجود فيه، لكن فيه كلّ مراكز الدولة الأساسيّة، فاذا كان ‏هناك مقاومة لديها قدرة صاروخية بعشرات الآلاف تطال هذه ‏المنطقة، هل يستطيع الكيان أن يتحمّل؟ هنا مَن يُعيد الآخر إلى العصر ‏الحجري؟".

وأعلن نصرالله أنّ "الشمال المحتل في مرمى نيراننا، وكلّ المعلومات عن كلّ ‏الأهداف موجودة. الكيان الإسرائيلي اليوم مردوع من شنّ أيّ حرب على لبنان، وقالوا إنّ الصواريخ الدقيقة ممنوعة، وأصبح لدينا صواريخ دقيقة، والكيان الاسرائيلي يمتنع عن القيام بأيّ غارة على لبنان وهو خائف من المقاومة". ولفت إلى أنّ "في الحدّ الأدنى، "حزب الله" قادر على إلحاق دمار هائل بإسرائيل، والسرّ الّذي لا يعرفه الإسرائيلي لا أكشفه إلّا في وقته وهذا الكلام يعرفه الإسرائلي". ورأى في موضوع الجليل أنّ "اخواننا أصبحوا محترفين ولديهم أكثر من سيناريو، ودخول الجليل جزء من خطة الحرب. يوم الحرب نقول أيّ جزء من الخطة سيُنفّذ".

كما أفاد بـ"أنّني أستبعد قيام الإسرائيليين بالحرب نتيجة الردع، وهم يعلمون أنّ أيّ حرب جديدة ستكون أكبر بكثير من حرب تموز 2006، وهذه الحرب ستضعهم على حافة الزوال"، منوّهًا إلى أنّ "حزب الله" منذ تأسيسه ليس مبنيًّا على شخص، ودماء الشهداء تعطي دفعًا لهذه المسيرة. "حزب الله" يعمل كمؤسسة وهذا من عوامل قوّة الحزب، وأنا واحد من هؤلاء الأشخاص". وأكّد "أنّني على يقين بتحقيق النصر في أي حرب كبرى". وركّز على أنّ "الأعمار بيد الله، لكن بحسب المنطق والزمن أنا من الذين يملكون أملًا كبيرًا في أن يُصلّوا في ​القدس​".

ووجد أنّ "الكيان الإسرائيلي قائم على الدعم الغربي والخذلان العربي، ولكن العرب لا يقفون على الحياد للأسف"، مبيّنًا أنّ "الجميع يعرف دور الإعلام في كلّ المجالات. هذا الإعلام مؤثّر في صنع النتائج، إعلام المقاومة تأثيره العالي بسبب إخلاص العاملين والمصداقيّة". وذكر "أنّنا نؤمن بأنّ "​صفقة القرن​" ستفشل. الصفقة نفسها لا تملك عناصر النجاح، وفيها عوامل من داخلها لا تجعلها تنجح"، جازمًا أنّه "لن تجد فلسطينيًّا لا مسلمًا ولا مسيحيًّا ولن تجد عربيًّا يمكن أن يوافق على إعطاء المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة لإسرائيل؛ وهذه نقطة ضعف أساسيّة في "صفقة القرن".

وشدّد نصرالله على أنّ "الإستكبار الأميركي أطلق الرصاصة الأخيرة على "صفقة القرن" عندما أقدم على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وكلّ المحاولات هي لانعاش "صفقة القرن" الميتة. لن يصِلوا إلى نتيجة بسبب وحدة الموقف الفلسطيني، وصمود ​إيران​ الّتي هي الداعم شبه الوحيد، والانتصار في ​سوريا​ وفشل المشروع هناك". وأفاد بأنّ "بعض قادة المعارضة في سوريا ذهبوا إلى إسرائيل، فكيف لو سقطت سوريا؟ الانتصار في ​العراق​ يفشل أيضًا نجاح "صفقة القرن"، وببركة شهداء ​اليمن​، تفشل "صفقة القرن".

ولفت إلى "عدم وجود دولة عربية قويّة قادرة على حمل "صفقة القرن" على ظهرها"، سائلًا: "من يجرؤ من الحكّام العرب على حمل الصفقة؟". وعدّد أنّ "من عوامل فشل "صفقة القرن": الارتباك الاسرائيلي وهذه الصفقة ليس لديها أفق، ووسائل إعلام عدّة نقلت عن المستشار الأميركي جاريد كوشنير اعتباره أنّ مؤتمر ​البحرين​ كان فاشلًا"، موضحًا أنّ "الفلسطينيين تعرّضوا وما زلوا يتعرّضون لضغوط كبيرة ولترهيب وترغيب، إلى أن ييأس الأميركي من الوصول إلى نتيجة".

إلى ذلك، جزم في موضوع ​التوطين​، أنّ "الأمير ليس مرتبطًا لا بإرادة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ولا بإرادة كوشنير، بل الموضوع مرتبط بإرادة الدولة والبلد المضيف وبإرادة الفلسطينيين. مثلًا الفلسطينيون في لبنان يرفضون التخلّي عن أرضهم ويرفضون التوطين، وفي الجانب اللبناني هناك إرادة جامعة برفض ذلك". وتساءل: "إذا كان هناك إجماع لبناني على رفض التوطين، فمن يستطيع فرض ذلك عليهم؟"، مشيرًا إلى أنّ "هناك نقطة قلق وحيدة مرتبطة بإرادة اللبنانيين، وإذا كنّا نملك إرادة قويّة فلا يوجد أقوى من إرادتنا، والعالم يستسلم أمامها".

وشرح في ​ملف النفط​ و​ترسيم الحدود​، أنّ "منذ عام 2000، قلنا إنّ هذه مسؤوليّة الدولة، ونحن في موقع الدعم والمساندة، ومن يستطيع الحديث عنه هم الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية ويحظى بعناية من رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​. المسار متعثّر لأنّ الدولة تصرّ على أن تكون رعاية التفاوض للأمم المتحدة و​الولايات المتحدة الأميركية​ تكون عاملًا مساعدًا". ولفت إلى أنّ "هذا يبدو متوقّفًا، والإسرائيليون لا يريدون أن تكون ​الأمم المتحدة​ هي الراعي ويريدون أن تكون الولايات المتحدة هي الراعية. إذا كانت أميركا هي الراعية فـ"تخبز بالإفراح"، إذا انّ الأميركي يريد توظيف إمكانيّاته لتحقيق المطالب الإسرائيليّة".

ونوّه نصرالله إلى أنّ "بعض الخبراء قالوا ملاحظة إنّ تعبير الترسيم للحدود البرية هو تعبير خاطئ. لدينا حدودنا البرية وهي مرسمة، والمطلوب جهد تقني وأن تعود الأرض اللبنانية للبنانيين. الإسرائيلي يريد لعب لعبة تبادل أراضٍ على الحدود، وبالمبدأ يجب أن لا نقبل بتبادل الأراضي". وأكّد أنّ "في البحر لا يوجد ترسيم، وبري يصرّ على الربط بين الترسيم في البحر والتلازم مع البر. ترسيم البحر يبدأ من الحدود البرية"، معتبرًا أنّه "لا يوجد منطق لمناقشة الحدود البحرية دون حسم الحدود البرية. الإسرائيلي يصرّ على رعاية الأميركيين وتهميش الأمم المتحدة ومصرّ على رفض المسارين، فهو يضرب أساس التفاوض، والدولة اللبنانيية هي المسؤولة عن هذا الملف".

وشدّد على أنّ "في الأرض اللبنانية نقول هذه أرضنا، والإسرائيلي لن يجروء على دخولها؛ لبنان ليس ضعيفًا. وإذا قلنا هذه مياهنا وأتوا بشركات لتلزيمها، تقول هذه الشركات إنّها لن تقبل بذلك، وأنا أقول إنّه إذا رفضت الشركات فأنا شخصيًّا أتعهد بأن آتي بشركة". ورأى أنّ "الإسرائيلي مردوع وبري صاحب القضية، وصاحب القضية لا يفوّض".

أمّا في الملف السوري، فرأى أنّ "ما حصل حتّى الآن هو انتصار كبير لسوريا ومحور المقاومة ول​روسيا​، وفشل كبير للمشروع الآخر وهزيمة نكراء للمشروع الّذي عبّر عن حرب كونيّة على سوريا. الدولة السورية تتعافى وما زالت هناك ملفات عالقة ومنها إدلب وشرق ​الفرات​ والملف السياسي، ولكن من حيث المجموع لا يوجد عودة للوراء في سوريا". وفسّر "أنّنا نتعاطى مع روسيا على أنّنا اصدقاء، ولكن نحن لا نتبلّغ من الروسي فالجهة المعنيّة بالتنسيق معنا هي ​وزارة الدفاع السورية​. وفي المعركة الدائرة في إدلب، السوريون لم يطلبوا منّا أن نتدخّل، بل نحن منذ اليوم الأول قلنا إنّنا سنكون في سوريا حيث يجب أن نكون، ونحن نحترم قرار القيادة السورية".

وذكر أنّ "اليوم عندما نتحدّث عن المعارك القائمة في سوريا، نؤكّد أنّ ​الجيش السوري​ استعاد عافيته ووجد أنّه ليس بحاجة لنا في المعارك الدائرة. لا يوجد مناطق أخليناها بالكامل ولكن لا يوجد داعٍ لبقاء الأعداد الّتي كانت في وقت المعارك. قمنا بإعادة تموضع في سوريا وقلّصنا عدد الوحدات، وإذا جدّ جديد يمكن نقل هذه القوات إلى سوريا بكلّ سهولة". وبيّن أنّ "ما يُسمع من الجانب الروسي انّ الروسي لا يقول إنّه مقتنع بخروج إيران أو "حزب الله" من سوريا، وهو يدرك أنّ الحاجة في سوريا للمساعدة الإيرانية ما زلت قائمة. حتّى الآن ليس من مصلحة روسيا أن تخرج إيران من سوريا".

كما تطرّق نصرالله إلى أنّ "بعض المواقع تتحدّث عن اشتباكات بين القوات الروسية والإيرانية في سوريا وهذه أكاذيب. يوجد تنسيق كبير بين الروسي والإيراني في الجانبين العسكري والسياسي، ومن يراهن على خلاف بينهما أقول له إنّ الروسي والإيراني اليوم أقرب إلى بعضهما من أيّ وقت مضى"، مشيرًا إلى أنّ "هناك تداومًا للقصف الإسرائيلي على سوريا، ونوعيّة الضربة الإسرائيليّة الأخيرة شبيهة بالضربات السابقة وهي ليست ضربات نوعيّة، والأهداف الّتي تمّ ضربها عاديّة جدًّا".

وأوضح أنّ "الإسرائيلي كان يقول إنّ هدف ضرب سوريا هو منع وصول السلاح إلى لبنان، وأنا قلت لهم إنّ السلاح وصل. الإسرائيلي يخادع شعبه ويغامر في ضرب سوريا، وأقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ افعلوا ما شئتم فإيران لن تخرج من سوريا". ووجد أنّ "ما يقوم به الإسرائيلي لن يخدم أهدافه، وهذا القصف لم يحقّق أهدافه، ونعم الإسرائيلي يملك ذمام المبادرة في عمل فوضوي عشوائي"، لافتًا إلى أنّ "في سوريا يوجد قيادة للمعركة وقيادة المعركة ليست لـ"حزب الله". أنا ملتزم بأنّ عند أيّ قتل لشباب "حزب الله" في سوريا، فإنّنا سنردّ في لبنان وهذه المعادلة لا تزال سارية".

وأعلن أنّ "قائد المعركة في سوريا هي القيادة السورية الّتي تقوم بتنظيم أولويّات اسمها الأولية لمكافحة الارهاب ومواجهة الجماعات المسلحة، وبالتالي أولوية سوريا ليست الذهاب إلى حرب مع إسرائيل"، منوّهًا إلى أنّ "عند دخول الـ"s300" إلى المعادلة في سوريا، سيختلف الوضع". وتوجّه إلى الإسرائيلي قائلًا: "أنت تلعب على حافة الهاوية، وإذا حصلت ضربة لا تطيقها القيادة السورية، قد يكون هناك قراءة مختلفة".

بالإضافة إلى ذلك، ركّز نصرالله على أنّ "لا مصلحة للجانب الروسي في ضرب سوريا من قبل إسرائيل، ولكن روسيا لا تستطيع أن تمنع ذلك، وأنا أقول إنّ على روسيا أن تمنع إسرائيل من قصف سوريا"، كاشفًا "أنّنا دائمًا نلتقي أنا والرئيس السوري ​بشار الأسد​ ولكن لا أقول الزمن بسبب الوضع الأمني". وأوضح أنّ "إيران لن تبدأ بأيّ حرب مع أميركا، لكن بالنسبة إلى ابتداء أميركا بحرب على إيران فالجانب الأميركي يقول إنه لا يريد ذلك ويستبعد أن تبدأ واشنطن بحرب على طهران. ففي أميركا يوجد مؤسسات، وأنا أستبعد أن تقدم على حرب على إيران ، وترامب يراهن على الجانب الاقتصادي". وفصّل أنّ "أميركا تعرف أنّ الحرب على إيران مكلفة جدًّا. أمّا الفرضية الثالثة فهي تدحرج الأمور وهذا الأمر يمكن أن يحصل، لكن سيعمل الجانبان لعدم التدحرج إلى حرب".

وأفاد بأنّ "بعد إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية، هدّد ترامب وبعدها قال إنّه أرجأ الضربة؛ وهذا الكلام فارغ. الصحيح أنّ الإيرانين أرسلوا رسالة عبر دولة ثالثة وجاء فيها: "إذا قصفتم أيّ هدف في إيران أو لإيران فنحن سنقصف أهدافًا أميركيّة"، وترامب أوقف الضربة على إيران بعد الرسالة الإيرانيّة". وأوضح أنّ "إيران لن تفاوض أميركا بشكل مباشر وهذه ليس نقطة خلاف في إيران، بل موقف كلّ المسؤولين في إيران، ولن تجد إيرانيًّا يقول إنّه يجب أن نفاوض. الإيراني ليس لديه مشكلة مع المساعي الدوليّة للوصول إلى المعالجة، لكن هناك منطق إيراني بأنّ الخطوة الأولى يجب أن تقوم بها أميركا، وهي رفع العقوبات".

وذكر أنّ "الإيرانيين منفتحون على كلّ الخطوات بما يحفظ كرامتهم. الإيراني لا يستسلم أمام الحصار والعقوبات، وإيران لن تركع وهي تحوّل التهديد إلى فرصة وهذه العقوبات ستقوّي الإنتاج الداخلي الإيراني"، مشيرًا إلى أنّ "الإيرانيين يعملون على تقوية علاقتهم مع دول الجوار وهم ينمّون قدراتهم للوصول إلى تطوّر اقتصادي". وبموضوع إقدام ​بريطانيا​ على احتجاز ​ناقلة نفط​ إيرانية، فسّر أنّ "البريطانيين يقولون إنّ ما حصل له علاقة بالعقوبات على سوريا، وإذا فشل المسار السياسي فإنّ الايراني لن يسكت عن الموضوع. في هذه اللحظة، أنا واثق بأنّ إيران منفتحة على أيّ حوار، ومصلحة المنطقة ان يحصل حوار".

وأكّد أنّ "السعوديين ألحقوا بنا في لبنان أذى كبيرًا، ونحن لا نمانع من حصول حوار سعودي إيراني، ولا أحد يخالف هذا الحوار إلّا نتانياهو. حتّى الشعب اليمني الّذي تُسحق عظامه، لا يمانع من حصول حوار بين إيران و​السعودية​"، مشيرًا إلى أنّ "مسؤوليّتنا في المنطقة أن نعمل كلّ ما بوسعنا لمنع حصول حرب أميركيّة على إيران، لأنّ هناك إجماعًا بأنّها ستكون مدمّرة. تبعات هذه الحرب ستكون كبيرة، ةالحقد السعودي يجب أن يوضع جانبًا، ومن مصلحة من الذهاب لحرب مدمّرة؟".

كما نوّه نصرالله إلى أنّ "في لبنان هناك من يقول سننأى بأنفسنا عن الحرب، وانا اقول اذا وقعت الحرب لن يستطيع أحد ان ينأى بنفسه عنها"، شارحًا أنّ "في الامارات مثلًا إذا حصلت الحرب أين ستصبح ​الإمارات​؟ أين ستصبح الأسواق؟ هل من مصلحة الإمارات حصول الحرب؟ وقطعًا الإمارتيون والسعوديون وكلّ من سيشارك في الحرب على إيران لن يكون في مأمن. كل دولة ستكون شريكة في الحرب على إيران ستدفع الثمن".

وركّز على أنّ "في كلّ السنوات الماضية، شكّلت إيران السند لكلّ الشعوب والحكومات الّتي وقفت في وجه الأعاصير الاميركية. والمنطقة ستشتعل في حل حصول حرب أميركية على إيران، والأخيرة قادرة على قصف إسرائيل بشراسة وبقوّة"، كاشفًا أنّ "محور المقاومة يناقش بقوّة الآن حول هل سنقف متفرجين؟ وإسرائيل لن تكون محيدة في أي حرب في المنطقة.عندما تفتح الحرب على إيران يعني انها فتحت في المنطقة كلّها". وأفاد بأنّ "التهديد بتدمير السعودية لا يمنع الحرب على إيران. ما يمنع أميركا من الذهاب الى حرب هو ان تفهم بان قواتها ومصالحها في المنطقة وأن إسرائيل ستكون في دائرة النار"، مشدّدًا على أنّ "موقف قائد الثورة الإيرانية ​علي خامنئي​ برفض قبول رسالة ترامب هو مزيخ من العزة. الادارة الاميركية الحالية تسعى لفتح قنوات مع "حزب الله" في لبنان مع وسطاء، وكلّفت وسطاء لفتح قنوات اتصال معنا".

وأوضح أنّ "الاخوة في اليمن لا يرديون الذهاب إلى حرب، وكلّ هدفهم أن يفرضوا على العدوان أن يتوقّف. الذهاب إلى الامام قد يفرض على العدوان ان يتوقف، واليمنيون قادرون على قصف كل المطارات في السعودية"، مفصّلًا أنّ "مشكلنا مع السعودية سببه الحرب على اليمن، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يجرؤ على إقامة الورشة في السعودية، فاقترح ان تحصل في البحرين، والنظام في البحرين ليس لديه مكان للقيم".

أمّا في حادثة ​قبرشمون​، فأكّد أنّ "الحادثة كانت كبيرة جدًّا والله دفع بلاء كبير عن لبنان، ولنفترض أن وزير الدولة لشؤون النازحين ​صالح الغريب​ قد استشهد ماذا كان سيحصل؟ نحن كنّا طرفًا في التهدئة، والحديث ان "حزب الله" يريد تفجير الساحة الدرزية هو كلام قليل الأخلاق"، جازمًا أنّ "مصلحتنا هي الاستقرار، ومن الطبيعي أن نقف الى جانب حليفنا الذي اعتدي عليه وقتل، ومن الطبيعي ان نكون في دارة خلدة اولا لان حليفنا مظلوم ومقتول". ولفت إلى "أنّنا كنا على اتصال مع كل الجهات، مع وزير الخارجية ​جبران باسيل​ ومع كل المسؤولين وكان لنا دور بالتعاون مع رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني"" النائب ​طلال أرسلان​ لفتح الطرقات".

وأعلن نصرالله أنّ "هذا الملف يجب ان يعالج، ومسؤولية العلاج هي مسؤولية الدولة، والرؤساء الثلاثة مهتمون وواضح انهم يواكبو المر، ونحن في صورة الاتصالات ولكن لسنا من يديرها"، داعيًا إلى "عدم التصعيد. نقف إلى جانب حليفنا، وليس صحيحا أنّ قوى "8 آذار" تعطّل الحكومة، ورئيس الوزراء ​سعد الحريري​ بادر إلى تأجيل الجلسة وذلك كان حكيمًا". وأوضح "أنّنا لسنا مع تعطيل الحكومة، والتأجيل امر حكيم ولكن ما هو قائم ليس تعطيلًا. نحن موقفنا واضح إلى جانب أرسلان والغريب: هم طالبوا بتحويل الملف إلى ​المجلس العدلي​ وهذا الامر منصف، فاليوم نحن نتحدّث عن حادث كبير وكاد يفجّر البلد، وطلبوا أن يحوّلوا الملف إلى المجلس العدلي، ومن المعيب القول إنّ "حزب الله" طلب من أرسلان الذهاب إلى المجلس العدلي؛ فهذا حقّه وهذا أمر منطقي وهناك سوابق".

وشرح "أنّنا اعتبرنا أنّ حليفنا مظلوم ومقتول وصاحب حق، وفي هذا الموضوع القضية لدى أرسلان ونحن إلى جانبه، ومن المفترض أن نصل إلى خاتمة طيّبة". وحول العلاقة مع رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​، أكّد "أنّنا على خلاف كبير مع جنبلاط منذ عام 2005، وهو من أخطأ معنا وكنّا دائمًا حاولنا استيعاب الأمر، وفي الآونة الأخيرة نظّمنا الخلاف فيما بيننا، وأنا شخصيًّا لا أقبل أن يشتم أصدقائنا وحلفائنا".

كما كشف نصرالله أنّ "قبل الحكومة الأخيرة كان ​حسين الحاج حسن​ وزيرًا للصناعة وهناك معمل ل​بيار فتوش​ في ​عين دارة​، وفي ذلك أرسل جنبلاط سؤالا إذا كان هناك امكانية للشراكة بيني وبين بيار فتوش، وحصل تواصل بين وفتوش وجنبلاط، وقال الأخير له إنّه اذا كنت شريكك في المعمل ولا مشكلة في العمل وفتوش رفض ذلك"، مشيرًا إلى أنّ "بالنسبة الشق الذي حصل معي شخصيًّا، فقد كان التواصل عبر رئيس وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله" ​وفيق صفا​، وجنبلاط تحدث مع صفا وقال ان يقوم حزب الله بانشاء شركة ترابة وان يكون هو شريكا فيها، وردّي كان اننا لسنا في وارد ذلك. وبعد ايام قاتل جنباط للحصول على ​وزارة الصناعة​ واخذها وزير الصناعة ​وائل ابو فاعور​"، مبيّنًا أنّ "فور استلامه، اتّصل بمعاوني السياسي ​حسين الخليل​ وقال له هل انتم مهتمين بقرار الحاج حسن؟ وكان جوابنا نعم وبعد ايام شطب القرار، واعتبرنا ان هذا القرار مهينًا بالنسبة لنا".

وأوضح أنّ "بيار فتوش ذهب إلى ​مجلس شورى الدولة​، الّذي رفض قرار أبو فاعور، لكن الأخير لم يتراجع ولكن دولتنا مزرعة"، معلنًا "أنّني طلبت من الاخوان في "حزب الله" وقف العلاقة مع جنبلاط. عليه تصحيح الخلل، وهو يتراجع في طائفته وعليه مراجعة ذلك"، مشدّدًا على أنّ "من المعيب القول إنّ ​مزارع شبعا​ غير لبنانيّة، ونحن لم نعلّق على هذا الكلام".

إلى ذلك، رأى أنّ "التسوية السياسية باقية ونحن كنّا مسهّلين لها ولكن لسنا من رعاتها، وتجربة ربط النزاع مع الحريري جيّدة، ونحن متمسكون ببقائه على رأس الحكومة"، مركّزًا على أنّ "علاقتنا مع باسيل ممتازة ومن حقّه القيام بجولات في المناطق، ووصفنا رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بالجبل، ونحن وإيّاه على رأس الجبل". ولفت إلى أنّ "الكلام عن رئاسة الجمهورية مبكر جدًّا، و"الله يطوّل" بعمر الرئيس عون".

ونوّه إلى أنّ "النتيجة العامة للموازنة هي مرضية، وبعض النقاط حسّاسة وننتظر ماذا سيحصل في الهيئة العامة، وهناك كلام أنّ التصويت في الهيئة العامة سيكون بحسب ما جرى الاتفاق عليه بالحكومة، واذا كان هذا الكلام صحيح فهذا معيب بحق مجلس النواب ولجنة المال و​الموازنة​"، موضحًا أنّ "أهمّ نقطة بالنسبة لنا هي ضريبة الـ2 بالمئة على السلع المستوردة، لأنّها تمسّ بكلّ الطبقات الفقيرة، وهناك بدائل اخرى". وأفاد بـ"أننّا نشعر بأنّ هناك استهدافًا للجامعة اللبنانية، وفي العموم النتائج مقبولة ومرهونة بالتصويت".

وجزم نصرالله "أنّنا متسمرّون بمعركة ​محاربة الفساد​، ومن أهمّ عوامل معركة الفساد هي وجود قضاء نزيه وقوي، وإذا لم يصبح القضاء قويًّا فنحن نفتقد لأهمّ عنصر". وأوضح بموضوع الناجحين في ​مجلس الخدمة المدنية​، أنّ "هذا الملف بحاجة الى نقاش هناك حقوق ومخاوف".

أمّا بالنسبة إلى ​العقوبات الأميركية​ على "حزب الله"، فأشار إلى أنّ "هذا الأمر ليس جديدًا. الجديد هو بوضع نائبين على لائحة العقوبات والجديد هو الإساءة للمجلس النيابي و​الدولة اللبنانية​. عندما يتمّ وضع احد في "حزب الله" على لائحة ​الإرهاب​، يبدأ بتلقّي التبريك والتهنئة"، مذكّرًا بـ"أنّنا على لائحة الإرهاب منذ الثمانينيات، وخيارنا هو الصمود. أنا شخصيًّا لا أطالب أحدًا في لبنان بأي شيء وأشكر كلّ من أخذ موقفًا طيّبًا في هذا الموضوع". وفسّر "أنّنا انزعجنا من المصارف عندما خرجوا عن اللائحة الاميركية وبدأوا بإيقاف حسابات عديدة، ونحن لا نريد إحراج أحد".

وأكّد "أنّنا لا نحرج المصارف ونأمل أن لا يكون هناك تبعات لهذه العقوبات"، مسلّطًا الضوء إلى أنّ "بعض اللبنانيين الآن يتحدثون عن أنّ حلفاء "حزب الله" سيتعرّضون للعقوبات، ولكن من يدعو أميركا لوضع حلفاء "حزب الله" على لائحة العقوبات، فهذا الأمر يرقى إلى الخيانة، وعلى لبنان أن يسأل نفسه إذا كان يريد أن يتخلّى عن قوّته". واعترف أنّ "بكلّ صراحة، إذا "حزب الله" ليس موجودا في البلد، فإنّ لبنان يفتقد لأحد عناصر قوّته".

وأوضح أنّ "العقوبات مؤثرة علينا وعلى إيران، ولكن نحن جماعة "هيهات منّا الذلة" ولدينا خيارات لترتيب امورنا"، مشجًّعًا السياح على "المجيء إلى لبنان".