أشارت صحيفة "العرب" القطرية إلى أنه "مثلما أجمع المراقبون المتابعون لزيارة الأمير تميم بن حمد إلى ​الولايات المتحدة​، على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استمع من سموه لرؤية عقلانية ومنطقية بشأن الأحداث الجارية في منطقة ​الخليج​، بعيداً عن الأصوات الزاعقة غير الناضجة الداعية إلى قرع طبول الحرب؛ فإن ثمة إجماعاً مماثلاً في الأوسط السياسية العربية على أن ​أمير قطر​ خلال زياراته وجولاته الخارجية -لا سيما إلى عواصم القرار الدولي- لا يترك فرصة دون مناقشة الملفات الشائكة بالمنطقة، من فلسطين إلى سوريا، ومن السودان إلى اليمن، مروراً بالملف الليبي، وهو ما حدث بالفعل خلال لقائه مع ​مايك بومبيو​ وزير الخارجية الأميركي، وذلك وفق نهج ثابت في السياسة الخارجية القطرية بتسخير علاقات الدوحة الدولية لدعم قضايا أمتها".

وأوضحت أنه "فضلاً عن هذه الملفات، فقد جرت مناقشة الوضع في ​أفغانستان​؛ كون قطر مهتمة بأن يسود الاستقرار محيطها الآسيوي، وهو ما تجلّى في استضافة الدوحة جلسات التفاوض المتواصلة بين واشنطن وحركة طالبان، ثم مؤتمر الحوار الأفغاني - الأفغاني قبل أيام قلائل. وفي هذا الشأن، أعرب الوزير الأميركي عن شكره للأمير على دور دولة قطر المشهود ومساهمتها في إحلال السلام في هذا البلد برعايتها للحوار الأفغاني".

واعتبرت أن هذه الإشادة من بومبيو -التي سبقتها إشادات مماثلة من القوى والشخصيات الأفغانية التي شاركت في ذلك الحوار- تمثّل شهادة جديدة بأن قطر بقيادة صاحب أميرها ترسّخ مكانتها وسيطاً نزيهاً ومقبولاً من القوى كافة هنا وهناك، لنشر السلام والاستقرار في ربوع المنطقة والعالم بشكل عام، وهو ما يصب في النهاية في صالح الشعوب، في رسالة سامية ارتضتها الدوحة لنفسها، في الوقت الذي يشعل فيه غيرها الحروب، وينفخ في نار الخلافات على امتداد كثير من الدول والمناطق.

واعتبرت أن زيارة أمير قطر ولقاءاته المكثّفة مع المسؤولين الأميركيين، أعطت دفعة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو ما انعكس في الحفاوة الكبيرة التي استُقبل بها من قِبل الرئيس الأميركي والأوساط السياسية في واشنطن.