أشار رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ إلى "الحكم في لبنان بات كحكم الزوايا، بحيث يتمترس كل فريق في زاويته الطائفية والمذهبية ويمتنع عن التفاعل مع باقي مكونات الوطن".

وخلال إحياء الذكرى السنوية الثانية لرحيل النائب الراحل عبد المجيد الطيب الرافعي، اعتبر أن "الاحداث الامنية المؤلمة التي شهدناها خطيرة جدا جدا، وسببها الرئيس كان وسيبقى النفخ في العصبيات وتحريك الفتن النائمة، كما وتسخير الدولة ومرافقها لخدمة فريق على حساب الآخر"، مؤكداً أن "هذا لا يستقيم في لبنان بلد التوازنات الدقيقة والحساسيات المفرطة وخصوصيات المجموعات اللبنانية".

ورأى أنه "في خضم هذه الأحداث، لاحت في الافق محاولة لاستدراج ​طرابلس​ الى فتنة، فوقفنا مع قيادات المدينة السياسية والروحية سدا منيعا في وجهها"، مشدداً على أن "طرابلس مدينة ترحب بكل الناس وتتعامل بإحتضان مع من يحتضنها ويحترم خصوصياتها وتدير الظهر لمن يحاول استدراجها أو فرض وجوده عليها".

وأوضح أن الخصوصيات الطرابلسية معروفة لا تحتاج لتفسير: طرابلس مدينة عروبية، التزام اهلها الديني تاريخي ففيها من المساجد والكنائس ما يكفي لفهم تلك الخصوصية، وهي مدينة الأبواب: من باب التبانة الى باب الرمل الى باب الحديد الى البوابة في الميناء".

وشدد على أن "ابوابها معروفة وكذلك كيفية الدخول اليها"، لافتاً إلى أننا "من اصحاب نظرية الأبواب المفتوحة في ال​سياسة​، فاذا اغلقت الأبواب نبقي القنوات مفتوحة، واذا اغلقت القنوات نفتش عن النوافذ"، مشدداً على أن "نهج التحريض والقطيعة واستحضار المحطات السيئة ليس نهجنا ولن يكون، فنحن كنا وسنبقى من سعاة الخير والجمع لا التفرقة".

وأكد أن "طرابلس عنوان الإنفتاح بين كل المكونات اللبنانية وهي ترحب بكل ضيوفها وتستقبل الجميع بالترحاب"، مشيراً إلى أنه "تحصل اعمال ارهابية في اكثر مدن العالم أمنا وهذا لا يعني ان تلك المدن موصومة ب​الإرهاب​"، متقدماً بالشكر والتقدير من الجيش وقوى الامن الداخلي وكل ​الاجهزة الامنية​ الذين يعملون على ضمان الأمن في طرابلس وفي كل لبنان، و"عسى أن يعمل بعض الأفرقاء على تخفيف الضغط عنهم من خلال تخفيف نبرة التوتر في الخطاب والتوقف عن التطاول الممنهج عليهم والتشكيك بدورهم عند كل مفترق وخلاف، لأن ذلك يضعف معنويات العسكريين الذين يضحون بحياتهم ووقتهم للحفاظ على الامن والاستقرار وحماية الحدود ويترك انعكاسات سلبية على هيبة المؤسسات العسكرية والامنية".