في البداية، إقتصر هجوم متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس ​المطران الياس عوده​ على رئيس بلدية بيروت ​جمال عيتاني​ وعلى معمل التفكك الحراري أو محرقة النفايات التي تنوي بلدية بيروت إنشاءها للتخلص من نفاياتها. بعد هجومه الصاعق خلال حفل تخريج دفعة من الطلاب، عقد المجلس البلدي جلسة وكان على جدول اعمالها أربعة بنود خاصة بالمحرقة. بنود وعلى رغم تأجيل البتّ بها نظراً للملاحظات التقنيّة والفنيّة التي طلب "​التيار الوطني الحر​" و"​القوات اللبنانية​" إدخالها على دفتر الشروط، عادت ودفعت المطران عوده مجدداً الى شن هجوم أعنف من الأول على المحرقة وبطريقة غير مباشرة على سياسة الحكومة ككل. ففي عظته الأخيرة، انتقد عوده من يقرأُ في الضمائرِ والنيات، ومن كتب أو قال إنـه ضدّ المحرقـة لأنّها ستـقام فــي بـيـروت، وأضاف "نؤكّـد للجميـع أنـنـا نقـفُ ضد كل ما يؤذي صحــةَ أولادنــا فــي بــيــروت وخارجَهــا، لأنــنــا لا نميّــزُ بيــن خلائــقِ الــلــهِ الذيــن خُــلقــوا جميعــهُــم علــى صورتِه ومثــالِــه وهــم متــساوون فــي عيــنــه. نحــن نرفــضُ كــلَّ مــا يــؤذي الإنســانَ علــى مــدى وطنِــنــا"... هذه المعركة الشرسة التي يخوضها عوده تقرأها المصادر البيروتية البارزة على الشكل التالي: القصة ليست قصة قلوب مليانة من جمال عيتاني، والقصة لم تعد مجرد إعتراض عادي على معمل للنفايات، قصة المطران الأرثوذوكسي مع "​تيار المستقبل​" ومع قيادة التيار لا مع ممثل التيار الأزرق في البلدية أي عيتاني، وهناك في البلدية من يجزم بأن المطران لم يطلب طلباً من البلدية ورفض كي يفتح مع رئيسها هذه المعركة على خلفية محرقة النفايات. المصادر عينها تضيف "في السابق، أي في زمن ٨ و ١٤ آذار كانت العلاقة بين عوده ورئيس التيار ​سعد الحريري​ أحسن بكثير مما هي عليه اليوم، وإذا كان هناك من حلحلة لهذه العلاقة المتوترة فالحل لن يأتي إلا بمبادرة من الحريري نفسه".

خير دليل على أن مشكلة عوده هي مع الحريري، هجومه على المحارق بشكل عام أينما كانت داخل العاصمة بيروت أو خارجها وفي هذا السياق تفسر مصادر متابعة لملف النفايات كلام عوده بالقول أصبحت مشكلته مع الخطة الإستراتيجية للنفايات التي اقرتها حكومة الحريري السابقة والتي اعتمدت اللامركزية في معالجة القُمامة واقرت اعتماد تقنية التفكك الحراري.

حملة عوده على تيار المستقبل من نافذة الملف المذكور ترد عليها مصادر التيار مؤكدةً أنه "من السهل جداً في ملف شائك وحساس كهذا الإنتقاد العشوائي، ومن السهل جداً ايضاً، وهذا ما مارسته التحركات الشعبية منذ الأزمة الأولى عام ٢٠١٥ وحتى اليوم، هو التصويب على أي حل يطرح على الطاولة، لكن من الصعب جدا تقديم الحلول، نحترم كلام عوده ونقدر حرصه على سلامة المواطنين ولكن لماذا لم يقترح البديل بدلاً من شنّ الهجوم تلو الآخر تارةً على رئيس البلدية وتارةً أخرى على المحرقة؟.

وحده المطران يعرف ما الذي يريد أن يقوله للحريري، وإذا لم يحصل لقاء غسل القلوب بين مطران العاصمة ورئيس الحكومة، سيستمر عوده في هجومه وقد يلجأ إلى مهاجمة الحكومة الحالية، فهل يستمر الحريري بإعتماد سياسة تجاهل ما يقول متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس؟.