ركّز وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية ​حسن مراد​، على أنّ "الدولة ظلمت عكار بكل المراحل، ونريد أن نعمل جميعًا من أجل أولادها الّذين يحقّ لهم أن يحظوا بجامعة ومدرسة وطريق وكهرباء وإنماء ومصانع، وكل ما يجعلها من أجمل مناطق ​لبنان​".

ولفت خلال رعايته حفل تخريج الدفعة السابعة من طلّاب "​الجامعة اللبنانية الدولية​" للعام 2019 في عكار، إلى أنّهم "سألونا كثيرًا لماذا أتينا بالجامعة إلى عكار ولا مصلحة إنتخابيّة لنا فيها، فأجبناهم بكلّ بساطة وصدق أنّ من يكون همّه الإنسان وتنمية بلاده لا يلتفت للكراسي والمواقع، لأنّ أرفع موقع هو موقع خدمة الناس وأرفع منصب هو منصب مساعدة الناس".

وتوجّه مراد إلى الخريجين والخريجات بالقول: "أنتم المدماك الأساس في بناء وطن عصري يعتمد الشفافيّة والكفاءة، وأنتم القادرون على التطوير بعقولكم العلمية ومحبتكم للوطن. كونوا على قدر المسؤوليّة واعتمدوا لغة الحوار وابتعدوا عن الطائفيّة والمذهبيّة، وكونوا على قناعة بأنّ ​العروبة​ تجمع والطائفية تفرّق، وأنّ الوطن يجمع والمذهبية تفرّق، و​فلسطين​ تجمع و"​صفقة القرن​" تفرّق".

وشدّد على أنّ "الوطن يحتاج إلى جميع أبنائه وكفاءاته، وهو لا يقوم على المناكفات الصغيرة ولا على الخصومات الّتي تقسم الناس، بل يحتاج إلى قيادات توحّد اللبنانيين على التضحية وحبّ الوطن والعمل لإزدهاره"، مبيّنًا أنّ "هكذا نفهم ال​سياسة​ وهكذا نترجم قناعاتنا وسلوكنا بالعمل العام، ولا نفرّق بين منطقة وأخرى لأنّ كلّ لبنان وكلّ مواطن لبناني هو مشروع عالِم وقائد ومهني وتقني وعسكري، ويجب أن يكون سلاحه أوّلاً وأخيرًا هو العلم".

وأشار إلى أنّ "العلم هو بوابة العبور إلى ​العالم​، اليوم أكثر من أيّ يوم مضى، لأنّ الشعوب والدول تأخذ مكانها بالعلوم ونحن لا ينقصنا شيء لنكون في طليعة الدول فنحن لدينا الكفاءات والعقول والإرادة. ولا يمكن أن نرفع اسم وطننا من دون أن نهيّئ مناخًا يساعدنا على ذلك، والبداية تكون بإصلاح إداري ومالي وبتشريعات تشجع ​الصناعة​ والتجارة و​الزراعة​، وبدعم هذه القطاعات لتجويد الإنتاج والإنطلاق الى الأسواق العالمية والعربية ومنافسة السلع الأجنبية بأسواقنا بالجودة والسعر".

كما أكّد مراد أنّه "لا يمكن أن نُبقي شبابنا في الوطن من دون تأمين فرص عمل ورعاية صحية وكهرباء ومواصلات واتصالات، والتي هي الأغلى في العالم". ونوّه إلى أنّ "عكار هي خزّان جيشنا الوطني، الّتي لم تبخل يومًا بتقديم خيرة شبابها لينعم لبنان بالإستقرار، ولم ترفض يومًا شيئًا من الدولة، لكن للأسف بعض رجال هذه الدولة هم من يقولون لها لا حقّ لك علينا ولا يتذكروها إلّا في الإنتخابات"، متوجّهًا إلى أهلها بالقول: "أنتم تعلّمون العالم محبة الوطن، وأنتم معيار الشرف لأنّكم لا تُباعون ولا تُشترون".

ووجّه كلامه إلى "مَن يتاجرون بالطائفية والمذهبية"، قائلاً: "هذه التجارة باتت خاسرة، والتجارة الّتي نسعى إلى دعمها هي تلك القائمة على تعزيز زراعاتنا الوطنيّة بسواعد فلّاحينا، وعلى تسويق صادراتنا الخارجية في كل دول العالم، وعلى دعم صناعاتنا الوطنية وتشجيع الإستثمارات وتأمين فرص عمل وتحريك العجلة الإقتصادية"، مشدّدًا على أنّ "دعونا نهتمّ بلقمة عيش المواطن ونبحث عن كيفيّة توفير الضمانة له كي يبقى في أرضه ولا ينزح أو يهاجر، بدلًا من أن نحرّض الناس على بعضهم البعض ونستغلّهم بمشاريع فتنوية فاشلة".

إلى ذلك، توجّه إلى الخرّيجين بالقول: "معًا نصلح هذا البلد، ويدي ممدودة لكم لنعمل سويًّا بسياسة اليد الممدودة ولنبقى دائمًا معًا نحو غد أفضل".