اعتبر الوزير السابق ​شربل نحاس​ أنه منذ 70 عاما هناك تسوية قائمة على التكاذب في موضوع عمالة ​اللاجئين الفلسطينيين​، لافتا الى ان من توالوا على السلطة في تلك المرحلة اضافة لمن يزعمون انهم حركة نقابيّة والمسؤولين في المنظمات الفلسطينيّة، كلهم لم يهتموا في يوم من الايام ليدققوا بالواقع الذي على الارض وبكيفيّة التعاطي معه.

ورجّح نحاس في حديث لـ"النشرة" أن لا يكون وزير العمل ​كميل أبو سليمان​ حين طلب من مفتشي الوزارة ان يطبقوا ​قانون العمل​، كان يفكر باللاجئين الفلسطينيين انما بالسوريين حصرا، لافتا الى انّ التعامل مع هذه القضيّة لطالما كان نظريّا وكأنّهم أجانب علما انهم يقيمون بحكم اللجوء. وقال: "لا الأجير الفلسطيني ولا صاحب المؤسسة كانا يجدان مصلحة بالدخول في ما تفرضه الآلية الافتراضية من اجراءات، الى ان وصلنا اليوم الى الهرج والمرج والتصريحات التي تؤكد أن وضع البلد مقلق وأن السلطة عاجزة تماما".

واشار نحاس الى ان الدولة اللبنانية تجهل ومنذ العام 1932 من هو مقيم على أراضيها، وقد رفضت ​الحكومة​ التي كنت عضوا فيها طرحا تقدمت به لتعداد اللبنانيين والاجانب على حدّ سواء.

وتطرّق نحاس لموضوع ​الموازنة​، فوصف المشروع بـ"المسخرة الذي لا يستأهل التعليق عليه"، لافتا الى انه يتحدّث عن تخفيض خدمة الدين العام من دون ان يعرفوا كيف، كما عن ضريبة على الاستيراد ما لبثت ان انتهت ببيت شعر. وأضاف: "هم قرروا ألاّ يسددوا السلف ويستمروا بتضييع الوقت الذي أدّى لخسارة البلد من الدولارات الخارجيّة في شهر ايار مليار و800 دولار اميركي، وها نحن اليوم نخسر يوميا 60 مليون دولار".

واعتبر نحاس ان كل يوم تبقى فيه السلطة الحالية قائمة هو جريمة بحق الوطن، لافتا الى ان البحث جار عن تخريجة لموضوع قطع الحساب تشبه غيرها من التخريجات، والحكومة لا تستطيع ان تنعقد منذ نحو 3 أسابيع لأنهم لم يصلوا بعد لصياغة تخريجة مناسبة.

ونبّه نحاس من انّ مخاطر حصول أزمة ماليّة جارفة، مرتفعة جدا في الأمد القصير، مشيرا الى انّ السؤال الذي يطرح نفسه هو انه متى حصلت الازمة هل هناك من بديل قادر أن يديرها ويتفاوض بجديّة مع صندوق النقد والدائنين؟.

وردّا على سؤال عن موضوع العقوبات الأميركية الجديدة التي طالت نوابا في ​حزب الله​ وما اذا كانت تمهد لاجراءات أكبر، رأى نحاس ان هذا الامر مقلق، وتساءل: "الى متى يظن بعض اللبنانيين انهم قادرون ان يستمروا بالاتكاء على زعيمهم "القبضاي" او الذي يسعى لان يكون "قبضاي" لحل مشاكلهم؟ الجميع يجب ان يدرك ان هناك علاقات بين الدول وسياسة خارجيّة يتوجّب التعامل معها بالكثير من الجدية". وختم: "للأسف نحن في موقع الانتظار في كل الملفّات، وكل فريق سياسي يراهن على حصان من الأحصنة... والوقت يمرّ"!.