اعتبرت صحيفة "​الفايننشال تايمز​" البريطانية أن "أزمة احتجاز الناقلات مع ​إيران​ مشكلة لا تخص ​بريطانيا​ وحدها"، مشيرة الى "ضرورة اتخاذ موقف صارم في هذه الأزمة من دون الإضرار بالجهود الدبلوماسية".

ورأت أن "احتجاز إيران لناقلة ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز له تبعات عالمية. وإذا تفاقمت الأزمة فقد تؤدي إلى مواجهات عسكرية لا تقتصر على إيران وبريطانيا بل تشمل الولايات المتحدة ودولا أخرى في المنطقة"، لافتة الى أن "أي نزاع في المنطقة سيؤدي حتما إلى اضطربات في الاقتصاد العالمي لأن ثلث النفط المنقول بحرا يمر عبر مضيق هرمز".

وأوضحت الصحيفة أن "إيران وحلفاءها إذا أرادوا مخرجا من هذه الأزمة فعليهم الموازنة بين عدة اعتبارات. وأول هذه الاعتبارات هي أهمية تنفيذ القانون الدولي ومبدأ حرية الملاحة. والثاني هو ضرورة بقاء مضيق هرمز مفتوحا. أما الثالث فهو تفضيل الحل الدبلوماسي على الحل العسكري للأزمة. وفي النهاية لابد، أن تعالج القضية ضمن إطارها العام وهو تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة".

وأشارت الى أن "بريطانيا تواجه الآن إشكالا وهو التوازن بين رد صارم على احتجاز إيران لناقلة ترفع العلم البريطاني، يتضمن دون شك تشديد العقوبات الاقتصادية، والحفاظ على الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة"، مبينة أن "مهمة بريطانيا ستصبح أكثر تعقيدا بتنصيب رئيس وزراء جديد يتوقع أن يكون، بوريس جونسون، المعروف بسعيه لتعزيز العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

وأضافت: "الاعتقاد بأن يتصرف جونسون وفق هوى أميركا ليس دقيقا، لأن البيت الأبيض نفسه منقسم بشأن كيفية التعامل مع إيران، ففريق يدفع نحو المواجهة العسكرية بينما يسعى الرئيس إلى حوار مع القيادة في طهران"، معتبرة أنه "على بريطانيا والاتحاد الأوروبي أن يشجعان الرئيس الأمريكي على المضي في طريق المساعي الدبلوماسية، بهدف حل الأزمة في إطارها العام بين والولايات المتحدة وإيران".