رأى الوزير السابق ​رشيد درباس​، أنّ "المشاهد الداخلية ليست إلّا انعكاسًا لما يجري في المنطقة، لأنّنا أصبحنا جزءًا من أزماتها"، معربًا عن أسفه إلى "أنّنا في السابق، كنّا جزءًا كبيرًا من قضية قومية فلسطينية، أمّا الآن فأصبحنا جزءًا تافهًا من صراعات مذهبيّة، وصراع نفوذ مكشوف إلى أبعد الدرجات، برعاية الأميركي الّذي يطيب له هذا النوع من الصراع الّذي يعود مردوده كلّه إلى خزينته دون أن يتكلّف دولارًا واحدًا".

وسأل درباس، في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، "ماذا تريد ​إسرائيل​ أفضل من أن يكون أعداؤها في الصف الخلفي؟، فلو لا حركاتها الخارجة عن المألوف لكان الجميع نسيَ وجودها"، مبيّنًا أنّ "في هذا الوقت، عَين العالم على ​إيران​، والجميع يعتبر أنّ العداوة لها هي عداوة وجود، حيث انّ البعض يعتقد أنّ إسرائيل بعيدة، في حين أنّ خطر إيران يتنقّل من ضفّة إلى أُخرى". ونوّه إلى أنّ "خير دليل ما هو حاصل عند ​مضيق هرمز​، حيث تعطّلت الملاحة عالميًّا من خلال أذرع إيرانيّة منتشرة، بمعنى أن كلّ المنطقة أصبحت داخل هذا التجاذب".

وركّز درباس على أنّ "كلّ ما يجري عندنا هو انعكاس لما هو حاصل في الخارج، لأنّ ​لبنان​ منذ زمن فقد آخر هامش من حرية الإرادة، ولم يبقَ لديه هامش إلّا الصراخ". وسأل بموضوع المطالبة بإحالة جريمة قبرشمون إلى ​المجلس العدلي​: هل هناك مَن يعرف ما الفرق بينه وبين غيره من المحاكم؟ يعتقدون أنّ المجلس العدلي هو مجلس مفصلي، وإذا تمّ الاتجاه إليه فورا سيفصل في القضية، والأمر ليس كذلك".

وأوضح أنّه "إذا كانت ​طهران​ تمرّ بأزمة، نجد أنّ حلفاء إيران و​سوريا​ يصعّدون الموقف، في المقابل الفريق الآخر يخاف و"يزم" ويعطي المزيد من التنازلات. وكلّ هذا بسبب غياب القضية الوطنية الّتي تجمع. علمًا أنّنا نمرّ بأكثر الأيام حاجة إلى اللغة الوطنية، لأنّ الدولة (أي دولة وخاصة ​الدولة اللبنانية​)، هي حاجة لكلّ مواطن أكان مارونيًّا أو سنيًّا أو شيعيًّا أو أرثوذكسيًّا أو درزيًّا".

كما حذّر من أنّ "أي شعب بلا سقف الدولة هو شعب مشرّد ومعرّض لأذلّ أنواع الحياة، وخير دليل على هذا القول، هو سبل عيش السوريين أو الفلسطينين، أضف إلى ذلك موت الناس على ألواح الخشب الّتي تحاول أن تعبر البحار من أجل الدخول إلى دول أخرى"، معلنًا أنّ "اللعبة مكشوفة ونحن صدى لما يجري في الخارج".