تُعقد إجتماعات في السراي الحكومي تارةً بين رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب ​طلال أرسلان​، وتارةً أخرى بين الحريري ووزير الدولة لشؤون النازحين ​صالح الغريب​. لقاءات في عين التينة يعقدها رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ تارةً مع أرسلان والغريب وتارةً أخرى مع وزير الصناعة ​وائل أبو فاعور​ موفداً من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق ​وليد جنبلاط​. جولات مكوكية لمدير عام الأمن العام اللواء عباس أبراهيم بين خلده وكليمنصو والسراي وبعبدا وعين التينة، كل ذلك من دون نتيجة عملية تؤدي الى إنعقاد الحكومة المعطلة منذ أحداث البساتين و​قبرشمون​. على هذا المشهد السياسي، يراوح لبنان مكانه منذ نهاية حزيران الفائت، يوم سقط شابان من موكب الغريب برصاص أطلق بفعل الإحتجاجات الإشتراكيّة على زيارة لرئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​ على قضاء عاليه. منذ ذلك اليوم، والحكومة لا تجتمع لأن أرسلان يصر على إحالة الملف على المجلس العدلي ويدعمه في مطلبه هذا باسيل و​حزب الله​، بينما يرفض جنبلاط ذلك مدعوماً من الحريري والقوات. وعن هذا الإصرار الأرسلاني، تقول مصادر متابعة للمفاوضات الدائرة في الكواليس، إن "رئيس الحزب الديمقراطي وحلفاءه يمارسون لعبة sold وأكبر مع الحريري وجنبلاط، ويتمسكون بمطلبهم من دون تراجع، وهم على يقين بأن كل المعلومات التي تتحدث عن أن صبر الحريري قد ينفذ الأمر الذي قد يدفعه الى الإستقالة هي عارية من الصحة ولا أساس لها سوى ضغط يمارسه رئيس الحكومة للتوصل الى مخرج يطوي صفحة المجلس العدلي ويعيد الحياة الى حكومة "الى العمل". المصادر عينها تجزم بأن الحريري الذي خسر في الإنتخابات النيابية الأخيرة وتراجعت كتلته من ٣٥ الى ٢٠ نائباً، وسبق أن خسر قبل الإنتخابات شركاته ومشاريعه في المملكة العربية السعودية، يعلق كل آماله على الحكومة للتعويض شعبياً ومالياً وبالتالي ليس من المعقول أن يتخلى عن رئاسة الحكومة بهذه السهولة.

أما الرابط الذي يجمع الثلاثي باسيل أرسلان وحزب الله، فإسمه وليد جنبلاط. فمع الأخير يمارس باسيل لعبة الـsold وأكبر لأن عينه في الدورة الإنتخابية المقبلة على نتيجة أفضل من تلك التي حققها في دائرة الشوف–عاليه عام ٢٠١٨، وكذلك الأمر بالنسبة الى أرسلان الذي من غير الممكن أن يضيّع فرصة سياسية كهذه تسمح له بتصفية حساباته مع خصمه التاريخي في الشارع الدرزي. أما حزب الله ولعبة الـsold وأكبر مع جنبلاط، فهنا بيت القصيد، تقول المصادر المتابعة، وتضيف، "لائحة الحسابات طويلة، وآخرها ما قاله جنبلاط عن عدم لبنانيّة مزارع شبعا، وقبلها إنتقاداته المستمرة لسلاح الحزب وقتاله في سوريا هذا فضلاً عن مواقفه الداعمة لجبهة النصرة الإرهابيّة، وتلك المهاجمة للرئيس السوري بشار الأسد. وهذه اللائحة الطويلة بين حزب الله والزعيم الدرزي، تقول المصادر لا يعرف الحزب حتى من أين يبدأ بتصفية الحساب، أكان من إحالة ملف البساتين على المجلس العدلي أم من ملف آخر".

إذاً لعبة الـsold وأكبر مستمرة بين مكونات الحكومة، فألى متى تطول الأزمة الحكومية بفعلها؟.