ستكون مدينة زحلة، اليوم، على موعد مع يوم العرق ال​لبنان​ي واليوم العالمي للتذوّق للسنة الثانية، برعاية وحضور ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​، الذي تنظمه ​وزارة الزراعة​ بالتعاون مع ​وزارة الخارجية والمغتربين​ وبلدية زحلة-المعلقة-تعنايل وجمعية الطاقة الوطنية اللبنانية، التي وضعت يدها بيد الوزارتين، إنسجاماً مع الأهداف التي وضعتها منذ تأسيسها، لدعم المنتوجات اللبنانية وتسويقها في العام، ضمن إستراتيجية وطنية واضحة.

في هذا السياق، بدأت الرحلة مع ​النبيذ​ اللبناني، الذي عرف خلال الأعوام الخمسة الماضية نقلة نوعية على مستوى عدد المنتجين المسجلين لدى وزارة الزراعة (من 4 إلى 52)، والكمية المنتجة (من 4 مليون إلى 14 مليون زجاجة)، وإرتفاع الصادرات 15%، بالإضافة إلى زيادة المساحات المزروعة بالعنب المخصص للنبيذ (20 ألف هكتار)، مما أدّى إلى زيادة بالنمو الإقتصادي وخلق فرص عمل، بحسب ما يؤكد رئيس الجمعية غسان خوري لـ"النشرة"، الذي يكشف عن إمكانية إرتفاع الكمية المنتجة إلى 20 مليون زجاجة خلال وقت قريب.

ويشير خوري إلى أن هدف الجمعية الأساسي دعم الإقتصاد اللبناني، أيّ خلق فرص عمل جديدة والسعي إلى إيجاد إستثمارات جديدة وإيجاد منصة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى العمل على تطوير القوانين ودعم السلع والصادرات اللبنانية، والأهم مواكبة السياسة الإقتصادية التي بدأ فيها العهد، ويشكل تحويل الإقتصاد الوطني إلى إقتصاد منتج الركن الأهم فيها، الأمر الذي يتطلب دعم القطاعات المنتجة، كالصناعة والزراعة، وخلق حوافز وإستراتيجيات جديدة كي يكون هناك حلول مستدامة.

في ما يتعلق بالنشاطات التي نظمتها الجمعية، يلفت خوري إلى أنه عند التأسيس منذ قرابة سنتين، تم تنظيم مؤتمر إقتصادي كبير، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وجميع الهيئات الإقتصادية، وخلال هذا المؤتمر جرى العمل على عدة محاور، منها: قطاع ​النفط​، القطاع المصرفي والتأمين، السياحة الدينيّة، التي تعتبر كعامل مهم جداً في الإقتصاد، لا سيما أن لبنان لديه أكثر من 3000 موقع ديني، بالإضافة إلى القطاع الصحّي، وتفعيل دور الشباب في خلق شركات وأفكار جديدة، وإقتصاد سوريا.

بعد ذلك، يشير رئيس الجمعية، انه تم العمل على تنظيم مؤتمرات أو لقاءات متخصصة، منها الطاقة المتجدّدة، خصوصاً أن الدولة لديها إستراتيجية واضحة في هذا المجال، حيث نجح هذا القطاع في تأمين 10000 فرصة عمل في السوق اللبناني، كما تم تنظيم ندوة عن السياحة الدينيّة ومؤتمر كبير عن المساواة بين الجنسين ودعم دور المرأة في جميع شؤون الدولة والقطاع الخاص.

ويكشف خوري أن الجمعية تعمل اليوم على التحضير لمؤتمر عن الصناعة الغذائيّة، خصوصاً أن هذا القطاع منتج يمكن تقديم خدمة مهمة عبر مساعدة الصناعيين والمزارعين، من خلال الإضاءة على ما هو "تراند" على مستوى العالم، وعلى المعايير والمقاييس المطلوبة للتسويق في الخارج، بالإضافة إلى أفضل سبل الإستثمار: "من أين تأتي بالأموال، بأي كلفة وكيف تستثمر؟، بالإضافة إلى شق آخر يتعلق بمكافحة التهريب والضوابط وتحفيز هذا القطاع وتحصينه بتطوير القوانين المتعلقة به، وأيضاً تسويق المنتج، خصوصاً أن في الحكومة الحالية هناك، للمرة الأولى، وزير دولة لشؤون التجارة الخارجية، بالإضافة إلى ملحقين إقتصاديين.

ويشدد خوري على أن الجمعية هي بشكل أساسي منصّة قادرة على التواصل بسهولة مع القطاع الخاص، لأن أعضائها هم من عدة أماكن في هذا القطاع، بالإضافة إلى من هم في القطاع العام بحكم وجودهم في الوزارات وعلى رأس بعض الوزارات، مع العلم أن هذه المبادرة جاءت من وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​.

بالعودة إلى يوم العرق اللبناني، يوضح خوري أن الفكرة لم تأتِ من فراغ، بل من ضمن سياق متكامل يضم النبيذ ونحو 25 منتج لبناني على لائحة تريد الدولة العمل على التسويق لهم، ويكشف عن جولات ومعارض نظمت من قبل وزارة الزراعة، بالتعاون مع وزارة الخارجيّة وبدعم من الجمعيّة، بالإضافة إلى توقيع معاهدات مع دول أوروبية ودول أخرى، لتصدير منتوجات لم يكن أحد يفكر في خلق أسواق لها، مثل السماق.

ويشير خوري إلى أن العرق منتج واحد، لكنّه لبناني 100% ومردوده 100 بالمئة على الإقتصاد اللبناني، ويلفت إلى أنه في الثمانينات كان لبنان ينتج 25 مليون زجاجة عرق بينما اليوم مليونين فقط، ويعتبر أنه "في حال النجاح برفع العدد إلى 4 مليون قنينة نكون حقّقنا إنجازا على عدة مستويات"، ويضيف: "الهدف هو تأمين فرص العمل للبنانيين أولاً كي يبقى الشباب اللبناني وينتج في لبنان".