اعتبر رئيس الحكومة الأسبق ​تمام سلام​ أن "الوضع الحالي نتيجة تراكم الأزمات كأنها أصبحت من اختصاص هذا العهد، ومن التعطيل الذي يمارسونه فيه"، مشيراً الى أنّ "جزءاً من مشكلات عهد ​الرئيس ميشال عون​، أنه ليس على مسافة من الجميع وأنه ينحاز انحيازاً واضحاً لفريق على حساب آخر، فيما يفترض ان يؤدي دور الحكم".

وفي حديث لـ"الجمهورية"، تذكّر سلام ما حصل في إحدى جلسات الحكومة التي ترأسها، ويتطرق الى أداء وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الذي يصفه بأنه "ذو طاقة لا شك فيها، ولكنها لا توظّف في الاتجاه الصحيح"، معتبرا أن "ما يقوم به صهر الرئيس عون في ظل عهده، ممارسة فيها الكثير من الاستفزاز والتحدي وصولاً الى خطر اندلاع الفتنة في البلاد، من فتح مقابر الحرب الى تأليب مشاعر ال​لبنان​يين على بعضهم، وهذه مواقف سلبية وهدامة وتنم عن سلوك التنافس السلبي والتعطيل والعرقلة والكيدية".

وعن دور "​حزب الله​" في دعم باسيل، لفت سلام الى أن "حزب الله" حليف أساسي للعهد، وقد لا يوافق على جميع هذه التصرفات، لكن له ​سياسة​ يتبعها، وهذا التراكم في الأزمات يصب في إضعاف ​الدولة​ والاداء الوطني العام، ولا سمح الله اذا حصل السقوط، فسيكون فوق رأس الجميع بمَن فيهم "حزب الله".

وحول ما اذا يغطي الرئيس عون سلوك باسيل؟ وهل يستشعر خطورة هذا الاتجاه؟ قال سلام: "لا اعرف اذا كان هو يعرف الى اين يذهب، فعندما يسود التعطيل تتراجع الانتاجية وتبرز التفرقة والتشتت"، مشيرا الى أن "المنطقة تعيش في مرحلة صعبة ودقيقة، والوضع الامني في لبنان مستقر وهو رأسمال كبير ليس لعهد الرئيس عون فَضل فيه، بل للمرحلة التي سبقت هذا العهد، من إجراءات تحمّلنا فيها أقسى الظروف لبسط سلطة الدولة والحفاظ على الاستقرار، في وقت قامت ​القوى الامنية​ والعسكرية من جيش وقوى أمن داخلي بواجباتها على أكمل وجه، حيث ساد التنسيق التام الذي حمى الوضع الامني".

وأمل سلام ان "تعرف كل جهة حجمها، وان تكفّ عن المزايدات السياسية والمواقف المتبجحة والتهديد، لأنّ البلاد أهم من الصراع والمواجهة بين قوى سياسية من هنا وهناك"، معتبرا أن "​اتفاق الطائف​ يُمسّ، وانه لم يطبّق بكل مندرجاته، وخصوصاً عدم إلغاء ​الطائفية السياسية​ على مستوى ​المجلس النيابي​، وحصرها في مجلس الشيوخ، فضلاً عن الخرق المتمثل بما تم الاتفاق عليه في ​الدوحة​ الذي أتى على حساب الطائف، كبدعة الثلث المعطّل والحكومات الائتلافية وتمثيل ​رئيس الجمهورية​ بعدد الوزراء في وقت يفترض به أن يعتبر نفسه مُمثلاً بجميع الوزراء".

ورأى أن "هذه الاعراف بدع جديدة، وقد شهدت السنوات الثلاث من العهد محطات عديدة تم فيها تجاوز صلاحيات ​رئاسة الحكومة​ وغيرها من المواقع الدستورية".

وعن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وأزمة تعطيل الحكومة،شدد سلام على أنه "الحريري ليس في وضع مرتاح، لكنّ خياره الأقوى الاستمرار بالسعي لتفعيل الامور بشكل ايجابي، لتحسين وتحصين ​الوضع الاقتصادي​ من خلال مؤتمر "سيدر"، وهذا أمر مُلحّ. يتحمّل الحريري الكثير ويؤخذ عليه الكثير، وهو مخلص وصادق في محاولته إنقاذ البلد، ونحن نقف الى جانبه".