ركّز وزير الدولة لشؤون الإستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني، خلال جلسة حوارية بعنوان "كيف يستطيع المهندس مواكبة تغيرات السوق وتجنب ​البطالة​؟"، أعقبت المؤتمر السنوي الحادي عشر لخريجي كليات الهندسة والعمارة في ​الشمال​، الّذي نظّمته اللجنة العلمية في ​نقابة المهندسين​ في ​طرابلس​، على أنّ "الجيل الجديد عندما يدخل إلى سوق العمل يواجه تحديات جديدة بالنسبة له، وأهمّ تحدّ بتصوّري هو التغيرات في مجال التكنولوجيا".

وأوضح أنّ "اليوم، أصبح هناك منظومة جديدة في حياتنا الإقتصادية، يجب علينا استيعاب التطورات التكنولوجيّة أو ما يُعرف بالثورة الصناعية الرابعة. وبنتيجة ذلك، أصبحت التكنولوجيا منتشرة في كلّ مرفق من المرافق الحياتيّة، وأصبح هناك مصطلحات جديدة وتطورات جديدة في العمل لم تكن معروفة في السابق وقبل خمس أو عشر سنوات".

ولفت أفيوني، إلى أنّ "وتيرة العمل في مجال التكنولوجيا سريعة جدًّا، وبعد عشر سنوات مثلًا ستكون هناك متغيرات جديدة لا نعرف عنها اليوم الكثير، ولذلك يتوجّب علينا إعطاء الجيل الجديد الحوافز والدعم في مواجهة التحديات الّتي لم نطّلع عليها في الماضي"، منوّهًا إلى أنّ "في الوقت نفسه، أتصوّر أنّ هذه التطورات هي فرصة فريدة لإيصالها إلى الجيل الجديد، والفرص المتاحة للشباب والفرص الّتي ستحكمها التغيرات هي فعلًا مثيرة جدًّا وستفسح في المجال كثيرًا أمام الجيل الجديد في مجالات سوق العمل لمتابعة النمو والنجاح في أيّ مكان في العالم، وبإمكانيّات أسهل ممّا كان متوفّرًا لنا في السابق".

وأكّد أنّ "التغيرات أساسيّة، ولكن الفرص مثيرة جدًّا، وإنعكاس هذه التغيرات على شبابنا اليوم وبخاصّة في مجال محاربة البطالة أو مواجهتها"، مشيرًا إلى أنّ "هناك العديد من التصورات القائلة بأنّ العديد من الوظائف ستختفي وبالتالي ستزيد البطالة، وانّ الآلة ستحلّ مكان الإنسان، ولكن برأيي هذا التصوّر هو خاطئ". ورأى أنّه "قد يكون هناك بعض الوظائف الّتي ستختفي وهناك أنواع جديدة من الوظائف ستظهر ولا شكّ أن الوظائف الجديدة الناشئة ستكون أكثر بكثير من الوظائف المتوفرة اليوم، ممّا يتيح تزايد فرص العمل بالنسبة للشباب".

وذكر أنّ "بحسب الدراسات والتحليل الإيجابي، لا بدّ من التركيز على طريقة العمل، فكلّ الدراسات اليوم تدلّ أنّ هناك نمطًا واحدًا تجري فيه التوظيفات وقد يستمرّ ذلك لمدّة 5 سنوات، وسيخفّ هذا النمط كثيرًا من اليوم فصاعدًا"، مبيّنًا أنّ "اليوم أصبح هناك العديد من الوظائف تعتمد على التكنولوجيا وكلّ الوظائف في الحياة العمليّة ستخضع للتركيز على روح المبادرة والإستقلاليّة في العمل، فوقت العمل لن يستمرّ كما هو بل سيكون خاضعًا للتحولات".

أمّا بالنسبة إلى التعامل مع الآلة والحدود بين الإنسان والآلة، فنوّه أفيوني إلى أنّ "دور الآلة أو "الروبو" في حياتنا العمليّة واليوميّة يزداد حتّى في حياتنا الشخصيّة والمهنيّة، ولكن هذا الأمر يمكننا التعاطي معه بكلّ سهولة، لأنّ هناك وظائف لتسهيل العمل مع الآلة وهي لا يمكنها العمل لوحدها بل تتطلب وجود الإنسان".

وشدّد على أنّ "وتيرة التطور سريعة والتكنولوجيا ستخلق العديد من فرص العمل، وهذه أصبحت قائمة في حياتنا اليومية ويتوجب على شبابنا الّذين يتخرّجون اليوم أن يركّزوا على معلوماتهم العلميّة الجامعيّة من خلال المناهج الّتي يجب أن تواكب التسارع التكنولوجي. بالتالي، المطلوب منهم التأقلم مع هذه المتغيرات من خلال روح المبادرة والإبتكار والإبداع الّتي يجب أن تتوفّر في المناهج الجامعيّة الجديدة وفي المعلومات الأكاديميّة. وهذه أمور أساسيّة لمحاربة البطالة وخلق فرص العمل".

كما ركّز على "أهميّة دور تحسين المهارات والقيام بحملات توعية لإكتساب التكنولوجيا في تحرّكنا وأعمالنا اليوميّة من خلال متابعة هذه المهارات عبر وسائل الإتصال لإنشاء شركة جديدة أو تطوير مؤسسة قائمة".