لفت وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية ​حسن مراد​، ممثِلًا رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، خلال افتتاح نقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في ​البقاع​، مهرجان التسوق والسياحة الحادي والعشرين في ​بعلبك​، إلى أنّ "افتتاح الأسواق اليوم بحلّتها الجديدة في موسم جديد، وافتتاح معرض تجاري دولي من ضمن فعاليّات مهرجان التسوق والسياحة، هو انتصار جديد لبعلبك وللعهد ول​لبنان​"، موضحًا أنّه "انتصار على صعوباتنا الاقتصاديّة، انتصار على اليأس الّذي يريد بعض الناس زرعه في نفوسنا، انتصار على كلّ التحديات الّتي واجهناها ونواجهها يوميًّا، انتصار على كلّ من يريد أن يسخّف جهودنا ومبادراتنا، ويسخّف الحلول الّتي ننتجها كلّ يوم".

وركّز على أنّ "لبنان منذ ثلاثين سنة يعاني من الفساد والهدر ومن إهتراء الإدارات، ليس بعصا سحرية، ولا بسحر ساحر يمكن تغيير ثلاثين سنة، ولكن الأعمى هو الوحيد الّذي لا يرى أنّ هناك أيادي من حديد تعمل ل​مكافحة الفساد​، وهناك مسارًا واضحًا مثل عين الشمس لوقف الهدر، وهناك قرارًا لإصلاح القضاء، ومسيرة لإعادة بناء ثقة الشعب ببلده وبدولته".

وبيّن مراد أنّ "الأعمى هو الّذي لا يرى أنّ لبنان تحيط به براكين المنطقة ودولته تحميه، الأعمى هو الّذي لا يريد أن يرى أنّ ​الاقتصاد العالمي​ على شفير الهاوية، وثمّة بلاد على قدر ألف مرّة من لبنان بامكانيّاتها انكسرت، ولبنان بالرغم من الضائقة الاقتصاديّة ما زال واقفًا على رجليه. يمكنهم أن يستمرّوا برؤية نصف الكوب الفارغ، ونحن سنظلّ داعمين للعهد، ومستمرّين في مسيرة الإصلاح والبناء وحماية لبنان وأهله".

وأكّد أنّ "هذا المهرجان يبرهن عن عزيمة قويّة وصلبة كصلابة أعمدة بعلبك، ويبرهن عن الأمل والنظرة المتفائلة للمستقبل بالرغم من كلّ شيء. مهرجان بعلبك هو إرادة حياة، وانتصار على خطابات الإحباط والإشاعات الّتي تحاول أن توهن من عزيمتنا للنهوض بالبلد، والّتي تحاول عرقلة أيّ تطوّر لخطط إقتصاديّة شاملة مبنيّة على قوانين جديدة لضبط الفساد والهدر، وتشجّع وتدعم ​الزراعة​ و​الصناعة​ والسياحة، وتوصلنا إلى ترشيد الإنفاق".

وشدّد على أنّ "مهرجان بعلبك اليوم، هو انتصار جديد لتاريخكم المشرّف الّذي لا يستطيع تزويره أحد، لأنّ بعلبك هي أهمّ المدن السياحيّة في لبنان، الّتي حجزت لنفسها محطّة تاريخيّة مرموقة. وبعلبك ليست خارجة عن القانون، ببل هي سياج يحمي حدود الوطن، ومشهود لأهلها بتضحياتم ومقاومتهم للإرهاب الّذي كان يحاول التسلّل لعندنا، بعلبك بشبابها الأبطال الّذين انخرطوا في صفوف ​الجيش اللبناني​ البطل وكل ​القوى الأمنية​، والّذين كانوا يدًا بيد، وكتفًا على كتف مع المقاومة البطلة لمواجهة العدو الصهيوني. بعلبك هي وسام من الوفاء والرجولة على صدرنا وصدر الوطن".

كما نوّه مراد إلى أنّ "أهل ​بعلبك الهرمل​ لم يقاوموا فقط بالسلاح، بل قاوموا بالثبات بأرضهم رغم ظروف الحرمان المزمنة وهذا إحد أبرز وجوه المقاومة، وأهل بعلبك مؤمنون بلبنان وطن التعايش والمحبة والتسامح والثقافة والعلم والفكر. وأكبر برهان هو هذا المعرض الّذي يستقطب 250 ألف زائر من دول عدّة، والّذي هو دليل إضافي على ثقة العالم بلبنان وعلى مكانة بعلبك عند الدول الشقيقة والصديقة".

وأشار إلى "أنّنا مثلكم، نتكاتف ونشتغل، وسنظلّ نسعى لإعادة أمجاد لبنان وتعزيز مكانته، وليكون المنتج اللبناني الأول بالجودة، والأول بالسمعة والأول بالإنتشار. ومن المؤكّد أنّ دعم وتشجيع الدولة مطلوب، ويعزّز ثقة المواطن بقدراته"، لافتًا إلى أنّ "أنتم تعلمون والدولة كذلك تعرف إنّنا في لبنان قادرون على إنتاج سلع تضاهي بجودتها المنتوجات الأجنبية، وكلّما عزّزنا إنتاجنا الوطني وعملنا على جودته، نكون نعمل لتعزيز مكانتنا في العالم، ودعم إقتصاد بلدنا ونخلق فرص العمل، ليبقى شبابنا في بلدهم".

إلى ذلك، أعلن "من بعلبك، نجدّد ثقتنا بكلّ جهد تقومون به، ونجدّد الأمل بهذه المدينة لتبقى شمس المدن اللبنانية، ونعدكم أنّ منطقة بعلبك الهرمل ستكون محطّ اهتمام الدولة لدعم إنتاجها وتشجيع الزراعة والإهتمام بالتعليم فيها، لنبقى دائمًا معًا نحو غد أفضل".