احتفلت كلية الحقوق و​العلوم​ السياسية والإدارية في ​الجامعة اللبنانية​ بتخريج دفعة جديدة من طلابها، وذلك في احتفال أُقيم في مدينة الحدت الجامعية بقاعة المؤتمرات،. برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور ​فؤاد أيوب​، الذي اعتبر في كلمة له بالمناسبة "أن عالمنا يعيش في سباق لاستحداث سبل الابتكار بهدف التفوُّق والسيطرة، وهذه سِمَة عصرِنا الحاضرِ الذي يَشْهَدُ تنافُساً لاستغلالِ ما أمكَنَ من الطاقاتِ أينما وُجِدَتْ وحيثما حلَّتْ ودونَ التفات إلى مِعيارٍ أو حدود، وهذا ما يدفَعُنا إلى القول بأنَّ التشريعاتِ التي حدَّدَتْ نُظُمَ التعامُلِ وفرَضتْ قوانينَها على العالَمِ باتَت طوْعَ إرادات تخدُمُ أهدافَها ومصالحَها.

واعتبر البروفسور أيوب أن الحقّ مَنوطٌ دائمًا بأهلِهِ الذين تقعُ عليهم مسؤوليةُ تِبْيانِ الحقائق، فالحقوقيون هم السِياجُ الذي يصونُ القانونَ ويُحَصِّنُ التشريعَ من كل ما يُشوِّهُ صُوَرَه، وهم وحدَهُم مَنْ عليهم الآمالُ في مَنْعِ الخللِ ورأْبِ الصدْعِ وتصْويبِ البوصلةِ لإعادة تغْليبِ منطقِ القانون.

وأكد أيوب أن اختيار الخريجينَ في قِسْمَي الحقوق والعلوم السياسية والإدارية لهذين التخصُّصَين يعني تفضيلًا لهُما عن سواهما من الاختصاصات، وهما اختصاصانِ متلازمانِ ومتكاملان، مشيرًا إلى أن لل​سياسة​ قانونُها الذي يضْبُطُ مُمارستَها ويُحَدِّدُ أُطُرَها والقانونُ يقوم على سياسةِ التشريعِ التي تحْكُمُها العدالة.

أيوب دعا الخريجين إلى الانتباه إلى أنَّ القانونَ يرْعى مَسِيرَةَ الناسِ والمجتمع، وهو إنْ طُبِقْ وكانَ سليماً أنتجَ المساواةَ ووحَّدَ المِعيارَ الذي بهِ تُكالُ الأمور، كذلك فإنَّ العلومَ السياسيةِ هي عِلمٌ يَرْمي إلى رعايةِ الشعوب، فإذا حَسُنَتْ ممارسَتُها وترَفَّعَتْ معاييرُها صَلُحَتْ واستوَتْ فيها الرعايةُ واستقامَت دروبُها.

ولفت أيوب إلى أن شهادة الخريجين اليوم ليسَت جواز عبورٍ للعملِ بقدرِ ما هي أمانة عليهم أن يُحْسِنوا صوْنَها فيواجهونَ الظلمَ بحمايةِ العدالة، والفسادَ بالإصلاح، مؤكدًا أنَّ المواقفَ الصحيحةَ هي التي تَرْفَعُ من شأنِ الإسم، وأنَّ الإستقامةَ هي دربُ الشموخ. وعبّر عن فخره بالخريجين وبأساتذتِهم وإدارتِهم وبتاريخِ هذه الكليةِ التي مَدَّتْ الوطنَ خلال ستينَ عامًا برجالاتٍ لهم بصماتُهم في الإدارةِ و​السياسة​ِ والقانون. "

وفي ختام الحفل، تمّ توزيع الشهادات على الخريجين.